مقالات
“اتفضل اشرب برسيم”! صدق أو لا تصدق.. محل لبيع “عصير البرسيم” بالقاهرة!
كتب/خطاب معوض خطاب
ربما يظن البعض أن هذا الكلام يأتي من قبيل المزاح أو أنه مجرد دعابة ولكن الحقيقة أن عصير البرسيم تم تقديمه في بعض المحال كشراب وأقبل البعض عليه، وهذا ما ذكرته مجلة “الاثنين والدنيا” في عددها 925 الصادر في يوم 2 مارس سنة 1952 تحت عنوان “اتفضل اشرب برسيم”، كما نشرت عنه أيضا مجلة “من دفتر البوليس” في عددها السادس الصادر في نفس اليوم تحت عنوان “عصير البرسيم”.
وقد انفردت مجلة “الاثنين والدنيا” بنشر صورة أحد المحلات التي كانت تبيع عصير البرسيم المخلوط أحيانا مع عصير القصب، وهذا المحل كان يقع بالقرب من منطقة الدواوين وشارع “خيرت” بوسط البلد، ونرى بالصورة المرفقة بعضا من حزم البرسيم المعلقة على واجهة المحل الذي كتب صاحبه على واجهته “وسقاهم ربهم شرابا طهورا”، كما كتب على نفس الواجهة “اشرب العصير الممتاز” و”اشرب شراب الربيع” و”شراب الربيع الصحي”.
وقد ذكرت كل من مجلة “الاثنين والدنيا” ومجلة “من دفتر البوليس” في إطار ما نشرته عن عصير البرسيم أنه يشفي من آلام الروماتيزم وضغط الدم والسكر، كما ذكرت المجلتان أنه ليس من الغريب أن يشارك الإنسان الحيوان في طعامه ويزاحمه، فليست هذه أول مرة حيث أن الفول مادة أساسية للطرفين، كما أن الحيوان يأكل الشعير ويشربه الإنسان.
اقرأ أيضا “شحات” الليبية.. مدينة التاريخ والجمال
والطريف أن هذا الأمر لم يخل من تندر المصريين كالعادة، حيث دخل بعض زبائن المحل في فاصل من الحوارات الفكاهية عن عصير البرسيم مع صاحب المحل، فهذا رجل يسأله: “يعني هو الواحد لو شربه يبقى قوة كام حمار؟”، بينما دخل رجل المحل وهو يصرخ: “ماء ماء”، وإحدى بنات البلد تعاملت مع البائع من بعيد وقالت له: “أخاف أن تكون قد أصابتك عدوى الرفس”، وجاء رجل صعيدى إلى صاحب محل آخر يطلب عصير قصب فقال له صاحب المحل: “جرب عصير البرسيم”، وعندها غضب الرجل الصعيدي وقال له: “عصير البرسيم ده تشربه أنت.. علشان أنت حمار حصاوي”.