شعر وحكاياتعام

الحب في زمن البيزنس قصة قصيرة

 

خالد عبد المنعم
بدأت حياتى بخدعة اسمها الزواج وباطنها العذاب والخيانة والكذب ، وكأى خدعة كان لابد أن تنكشف فكانت النتيجة انفصال وطلاق وفشل ذريع أعقبته سنوات من الخيبة والمرارة والحسرة والألم.. ولم تنته آثار الفشل عند هذه النتائج فحسب بل أصابنى مرض الشك فى كل شىء وأى شىء وأتلف بصيرتى مرض اليأس من الدنيا ومن فيها وكرهت كل نساء الأرض على اطلاقهن.
عشت سنوات وسنوات وأنا أعامل كل النساء بغلظة وفظاظة وأتحرك بينهن كالأعمى الشارد حتى قتلتنى الوحدة وعزلنى الماضى عن حاضر لا أعيشه وعن مستقبل لا أظن أنى سأعرفه ، واستمرت حالة الاكتئاب والوحدة والعزلة حتى رأيتها ، امرأة شابة قاربت على الأربعين وكان نصيبها من الحياة سبعة أزواج لم يتركوها سوى أطلال جمال باهت وجسد مرهق وبيت خرب وثلاث أطفال من ثلاثة أزواج مختلفين ..وهنا بدأنا
بدأ كل منا ينتبه للآخر ويعتبره حقيبة أسراره وحافظة ماضيه وسرداب همومه حتى توثقت العلاقة بيننا برابطة من الألم وفقدان الثقة فى من حولنا وضياع الأمل فى حاضر ومستقبل أفضل 
كنت أنظر الى عينيها وأستلقى فوق جفونها وأداعب أهدابها حتى تلاشت أوهام الماضى وانمحت آثار الفشل ووجدتنى أبدأ من جديد بقلب واثق يحدوه الأمل فى حب صادق …كيف حدث هذا ؟ لا أعلم ؟ وربما أدرى ولكنى أعجز عن التفسير والتعبير
تطورت الأمور بيننا بسرعة البرق حتى أننا كنا لا نفترق الا عند النوم لسويعات قليلة ، فقررت أن أحسن الى قلبى باغتنام هذه السويعات لتقضيها معى بدلا من أن تقضيها بعيدا عنى وعرضت عليها الزواج ، فكانت الصدمة 
ثارت فى وجهى واتهمتنى بأنى مثل كل الرجال الذين تزوجتهم سألقى بها على قارعة الطريق بعد أن ينهشوا جسدها تحت دعوى الزواج بل وقذفتنى بخبر لم أكن أتوقعه وهى أنها مريضة بسرطان الرحم ولم تعد تصلح لشىء اسمه الزواج وأن مرضها ربما يتطور للأسوأ خلال الشهور القادمة بعد أن انتشر فى أجزاء أخرى من جسدها الطاهر ، فانحنيت أقبل يدها وأضمها جبهتها بشفتاى المرتعشتين وأصرخ فيها وأقول : سوف أتزوجك وان كنت على شفا حفرة من القبر لأنى أحببتك قبل أن أحب جسدها وعانقت روحى روحك قبل أن يبهرنى جمالك والآن سأذهب لاحضار المأذون لنتزوج على الأرض قبل السماء وهنا انهمرت دموعها وقالت : طالما مصمم و قبل ما تجيب المأذون لازم تقابل خالى وتجيبلى شبكة بمائة ألف جنيه وتكتبلى شقتك باسمى وعايزة عفش آخر موضة ونعمل فرحنا فى السميراميس يا حياتى!

مدير قسم الأدب والشعر

علا السنجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock