شعر وحكاياتعام
حلم فى ليلة عرفان
بقلم رءوف جنيدي
على وقع خطاه فى بهو قلبها . كانت تتراقص مشاعرها وتطرب آذانها . ذلك الرجل الذى لمس شغاف قلبها بأيد حانية . حنو نسمات عليلات رقيقات الملمس وكأنها هبت على وجهها من بين وارفات ظلال الجنة . حاملة إليها عبق الرضا الالهى . متمثلا فى هذا الرجل الذى كان شهيقها وزفيرها . والذى كان فيضا من المودة والرحمة التى جعلها الله بين كل زوجين عاهدا الله ان يكون كل منهما سكنا للآخر ……
ذلك الرجل الذى طالما مرحت وتدللت فى فناء عمره طفلة مدللة . وملكة متوجه على عرش قلبه . ذلك الرجل الذى كان شريكا للحياه . مالكا للقلب . سيدا للعمر . ذلك الرجل الذى أزهرت على ريه ايامها . وتفتحت بفيض حنانه براعم الأمل ووردات الربيع على سيقان عودها الذى شب على يديه غضا نضيدا . فمنذ سنوات عديدة جمعتهما على سنة الله ورسوله . وعلى صداق من النخوة والأصالة سمى بينهم … كان يداعب خيوطا ذهبية تتدلى فوق وجنتيها . مسترسلة على كتفيها . فيميطها الى الخارج قليلا ليكتمل البدر أمام عينيه .فيمشطه مزينا شعرها بشريطين احمرين على جانبى رأسها . مؤكدا على رباط حذاءها حتى لا ينخلع أثناء لهوها ومرحها على بساط سنينه ومقتبل عمره وحاضره …
كانت قطته المدللة التى كانت كثيرا ما تتسلق سنوات عمره . باحثة فى مكنونات نفسه . تخمش في ثنايا ضحكاته وبين طيات حبه . لتجد كل ما يشبع الروح ويروى ظمأ القلوب .
نامت على ذكراه سابحة فى ملكوت حبه وحنانه . محتضنة كل كلمة طيبة قالها . كل موقف راق كان منه . كل نظرة اشعرتها انها سيدة الكون ومعقل الأنوثة ..
راحت فى نومها ترفل فى فضاءه الذى كان ملكا لها وحدها . تتحسس وجهه . تتحسس شهامته . تتحسس نخوته . تتحسس جسدا لم تعد تشعر فيه بحرارة . جسدا تركها ورحل . أفاقت من نومها قليلا . بقيت مغمضة عينيها . راحت تتحسس شريك وسادتها . تتحسس دفء فراشه . فلم تجده …..
نهضت فجأة جالسة فى الفراش . تلملم جانبى رأسها بيديها . بكت كما لم تبك من قبل مستغفرة ربها . راضية بقضاء الله وقدره . بعد أن اسعفتها ذاكرتها أنها كانت فى زيارته قريبا وقت ان دعت له بالرحمة والمغفرة . وان يسكنه الله فسيح جناته …
تحسست رأسها ….. فلا أشرطة حمر . تحسست قدميها …….. فلا حذاء الطفلة التى كانت . انخلع عنها الحذاء وتساقطت عنها أوراقها . وجف عودها فى خريف سادى جاءها قبل الميعاد …
ناجته بصوت خفيض سائلة …… حبيبى : هو مين فينا اللى مات !!؟ …