عام

جماجم التافهين: كيف يفكرون وهل التفاهة تجعلهم سعداء؟  

كتب : فارس البحيري   

   ” سطرين سينما “

في عالم يعج بالأفكار والاهتمامات المتباينة، تتسلل فئة من البشر بقدرة غريبة على احتواء أنفسهم في قوقعة من التفاهة. هذه الفئة، التي قد نسميها “التافهين”، تبدو وكأنها تستقي سعادتها من أعماق اللامبالاة والانشغال بالأمور السطحية. ولكن، هل التفاهة حقًا تجلب السعادة؟ وهل يفكر هؤلاء بنفس الطريقة التي نفكر بها؟

التفكير التافه

التافهون يعيشون في عالم محدود بإرادتهم، حيث تكون الأفكار العميقة والاهتمامات الجادة غريبة عليهم. فهم يفضلون المظاهر على الجوهر، والسهل على المعقد. يرى البعض أن التافهين ينحصرون في دائرة ضيقة من الوعي، مكتفين بما يقدمه العالم من تسليات مؤقتة وسطحية. ولكن هل هذا يعني أن قدرتهم على التفكير محدودة؟ ربما، ولكنها مختلفة بالتأكيد.

عالم سطحي مليء بالألوان

التافه يستمد سعادته من السطحية والألوان الزاهية التي تزين حياته. التلفاز، وسائل التواصل الاجتماعي، الموضة، وأحدث صيحات التكنولوجيا، كلها تشكل معبده الذي يصلي فيه يوميًا. هذا الانشغال بالأمور السطحية قد يكون هروبًا من تعقيدات الحياة ومسؤولياتها، مما يمنحه شعورًا زائفًا بالأمان والاستقرار. 

السعادة في عالم التافهين

التفاهة قد تكون، لوهلة، ملاذًا للهروب من ضغط الحياة. الشخص التافه قد يبدو سعيدًا، مستمتعًا بلحظات بسيطة ومرحة، بعيدًا عن ثقل الأفكار العميقة والمسائل الوجودية. ومع ذلك، هذه السعادة قد تكون هشة، كمنزل من ورق، تسقط بسهولة أمام أول رياح التحديات الحقيقية. 

هل التفاهة تحجب الحزن؟

ربما تتوهم جماجم التافهين أنهم بعيدون عن الحزن، وأن حياتهم مليئة بالبهجة المستمرة. ولكن، تحت هذه القشرة السطحية، قد يكون هناك فراغ عميق، فراغ لا يمكن للتفاهة أن تملأه. التفاهة تمنحهم لحظات من الفرح المؤقت، ولكنها قد تتركهم في النهاية يواجهون حقيقة حياتهم الخالية من المعنى الأعمق

في نهاية المطاف، يظل التساؤل قائمًا: هل يمكن للتفاهة أن تكون طريقًا دائمًا للسعادة؟ ربما تكون الإجابة لا. السعادة الحقيقية تحتاج إلى جذور عميقة، إلى اتصال بالأشياء الحقيقية والمهمة في الحياة. ورغم أن التفاهة قد تبدو مغرية، إلا أنها لا تقدم سوى سراب زائف، لا يسد عطش الروح الحقيقية.

الخاتمة

إن جماجم التافهين تحمل في طياتها سرًا معقدًا، وهو السر الذي قد يجعلهم يبدون سعداء وسطحيين في آن واحد. التفاهة تمنحهم ملاذًا مؤقتًا، ولكنها قد تتركهم في النهاية يواجهون فراغًا داخليًا لا يمكن تجاهله. فالسعادة الحقيقية لا تأتي من التفاهة، بل من الغوص في أعماق الحياة، من العثور على المعنى الحقيقي وسط الفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock