بقلم: لميا مصطفى
هو هذا الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان، يطوف كل الدنيا بحثاً عن فرصةٍ لكي يُداعب الإحساس ثم يتسلل بهدوء ودون أن ندرى ليستقر داخل العقل والقلب في غفلة من الزمن، رغماً عنا ودون أن ندرى حتى يصبح في يديه لجام الروح والعقل ليشعر الإنسان أنه داخل غلاف شفاف، رقيق من حرير يتكيف معه، يعزله عن مُسببات الكراهيه وخلافات العالم فيضفي مسحه من الرضا وبعض من السعادة على ملامح الإنسان.
وعندما يأتي عيد الحب تتزاحم أفكارنا وذكرياتنا، من سنتذكره في هذا اليوم؟
أو مَن سنشتاق لرؤيته؟ ومَن الذي سنحرص على إرسال بطاقة تهنئه له برغم
البُعد وما فعلته الأيام؟ إننا نُهنئ الكثير من أقارب وأصحاب ومعارف والعديد ممن
نعرفهم،ولكن يظل عُنوان هذا اليوم خاص جداً لمن لمسوا القلوب وعلموا الاشتياق، وتأتي أفكار وتتزاحم كلمات ويحتار حتى الشعراء في هذا اليوم، فما الجديد الذي يُقرب المسافات؟ حينها تختنق الروح ويتوقف العقل ونترك الاقلام جانباً فهى ليست لهذا اليوم، فاليوم القرار هو توقف وحشة الأيام وإبطاء زحف الفراق فلا أقلام ولا أوراق، اليوم يحتاج حكايه جديده وحين تتقابل الوجوه إما تكتمل القصه بقصص جديده وإما نُغمض العيون ونستدير ونُصدر حُكماً قاسياً حتى نهدم الإحساس والمشاعر.
ولكي نترك القسوة جانباً يكون كَتف ترتاح عليه الرؤس وتصمت الكلمات هو عنوان هذا اليوم، نُطلق العنان لدموع كانت حَبيسه القلوب لا تظهر إلا لمن يترفق بها ونقول الكلمات التي ليست كأي كلمات، إنه القُرب الذي يختصر السنين ويضع لعيد الحب عُنوان.