. و فجأة جلس حسام على مكتبه غير مصدق ما سمعه و يقول ” فريدة “
وقف شادي و عمرو عندما سمعوا اسم فريدة و ظل حسام يردد ” فريدة انتي كويسة …. حد عمل لك حاجة ؟”
اخذ جمال الهاتف من حسام و هو يقول “لحد دلوقتي اختك محدش قرب منها بس لو مسمعتش الكلام هيبقى في تصرف تاني “
حسام بعصبية ” و رحمة ابويا يا اسيوطي لو حد لمس شعرة واحدة من فريدة لاخليك تتمنى الموت و مش هتطوله لانه هيبقى راحة ليك من العذاب اللي هتشوفه على ايديا “
جمال بابتسامة نصر ” اهدا شوية يا حسام بيه و شوف مين صباعه تحت ضرس التاني “
خرج جمال و هو يقول ” هاتصل بيك تاني عشان اقول لك انا عاوز ايه “
حسام بغيظ ” والله العظيم ما هسيبك و نهايتك هتبقى على ايدي يا كلب “
التفت له جمال ” بلاش غلط عشان مزعلش منك انا زعلي وحش و مش عاوز اطلعه عالسنيورة اختك “
جلس حسام و هو يشعر ان بالضيق و يشعر ان رئتيه توقفتا عن استقبال الهواء لقد علم عدوه نقطة ضعفه التي لم يعلمها حسام سوى في اللحظة التي فقدها فيها و اخذ منه اغلى ما يملك و يهدده به ظل حسام فترة ليستوعب ما هو فيه هل هذا حلم ؟ لا انه كابوس …..ظل يتردد في صدى عقله صوت فريدة و هي تقول له ” الحقني يا حسام ” .
——————————————————————————————-
——————————————
في ذلك الوقت في غرفة بيري كانت تجلس مع اختها شاهي …
شروق ” خلاص يا بيري اهدي بقى كدة هيجرالك حاجة “
بيري بعصبية ” البيه بقاله خمس ايام مبيسالش عليا و بكلمه دلوقتي تليفونه مقفول “
شروق ” خلاص سيبك منه بقى ده انتي الف واحد يتمناكي “
بيري ” مش انا اللي اتساب انا اسيب متسابش انا هروح له شغله “
شروق ” تبقي اتجننتي مش فاكرة اخر مرة روحتي له فيها عمل ايه ؟”
بيري ” يعمل اللي هو عاوزه بس لازم اتكلم معاه “
و بالفعل غيرت بيري ملابسها و ذهبت الى حسام في مكان عمله و عندما دخلت غرفته وجدته يجلس مع عمرو و شادي و يبدو عليه العصبية الشديدة خافت و فكرت في التراجع لكنها استجمعت قوتها و قررت الا تتراجع …..
عندما رأها حسام تعصب جدا و لاحظ عمرو وجهه و طلب من شادي الخروج معه و ما ان خرجا حتى ذهبت بيري ووقت امام مكتبه قائلة بدلع يكرهه حسام ” كدة برضو يا حبيبي متسألش عليا كل ده “
رد حسام بحزم ” اتعدلي يا بيري انا مش فاضي لدلعك ده انا فيا اللي مكفيني و زيادة “
بيري ” مالك يا يا حسام “
حسام ” انا كام مرة اقول لك متجيش هنا و برضو مش بتسمعي الكلام “
بيري ” ما انت من يوم موت باباك واختك اللي ظهرت لك في البخت جديد دي و انت مش مديني اي اهتمام “
حسام ” بيري ارحميني بقى انا مش عارف مكان فريدة و مش عارف اعمل حاجة “
بيري ” تلاقيها حست على دمها و مشيت احسن اهو نرتاح منها قول لي بقى هتيجي تتقدم لي امتى ؟ “
حسام بصوت مرتفع و لم يستطيع التحم في اعصابه ” امشي يا بيري من وشي الساعة دي حسن لك “
خرجت بيري مسرعة خوفا من حسام و ما ان خرجت حتى دخل عمرو و شادي ……
عمرو ” اهدى يا حسام حصل حاجة “
حسام ” لا مفيش انا هروح اخد حمام و اغير هدومي و استنى تليفون الاسيوطي “
شادي بذعر ” اوعى تقول انك هتنفذ له طلباته “
حسام بالم ” مش هسيبه يلمس شعرة فريدة و لا يضرها ….و بعدين انا لسه معرفش هو عاوز ايه “
عمرو ” هيكون عاوز ايه اكيد شيئ قذر زيه “
حسام ” يووووه انا مش عارف حاجة “
كاد حسام ان يخرج لولا انه تذكر شيئ قد نسيه ….الظرف الذي اعطته له حبيبة اخذه و ذهب الى بيته …..
و عندما وصل كان لاول مرة يشعر ان البيت كئيب و لا يريد ان يدخله احس ان ينقصه شيئ هام ….قطع تفكيره صوت كريمة و هي تقول ” ها يا ابني مفيش اخبار ”
رد حسام و هو يدخل بيته ” لسه يا دادة …. لو سمحتي اعملي لي كوباية لبن “
كريمة ” طب احضر لك لقمة تاكلها احسن “
حسام ” لا يا دادة لو سمحتي اعملي اللي قلت لك عليه “
كريمة ” حاضر يا ابني “
و عندما ذهبت كريمة جلس حسام و فتح الظرف و وجد فيه……..
رسالة مطوية من اخته تقول له ….
” حسام انا مش عارفة انا حصل لي ايه عشان حبيبة تديك الظرف ده بش اكيد
حاجة من الاتنين ياما ربنا رحمني و اخدني عند بابا و ماما يا اما حاجة تانية
وحشة حصلت لي … ايا كان انا عاوزة اقول لك اني عارفة انك مكنتش طايقني
معاك في البيت و كنت مغصوب اني اعيش معاك بس عشان تنفذ وصية بابا و
عندك حق انك تكون مش طايقني بعد اللي بابا عمله في مامتك بس كان لازم تفهم
اني انا اخر واحدة ممكن تحاسبها على ده لاني مليش ذنب …. عامة انا عاوزة اقول
لك حاجة عشان ابقى ريحت ضميري ابعد عن بيري يا حسام متنفعكش انا مرة و انا
رايحة الدرس شوفتها ماشية مع واحد بطريقة مش كويسة …..انا قلت اعمل اللي عليا
و انبهك .
فريدة..
ملحوظة = يوم ما اتقبض عليا رغم انه كان اسوا موقف انا اتحطيت فيه بس بجد كان احلى
يوم في حياتي لان ده اليوم الوحيد اللي حسيت فيه اني ليا اخ خايف عليا ”
طوى حسام رسالة اخته و ترك لدموعه العنان لتنزل و في رأسه مائة الف سؤال و كان قلبه يعتصر الما على اخته لم يعلم قيمة الكنز الذي يملكه الا بعد فوات الاوان …. و لكن لا لن يسمح لاحد ان يلمس شعرة واحدة من اخته سيفعل المستحيل لينقذها فهو على اتم استعداد ان يخسر اي شيئ مقابل ان يعيدها الى بيتها سالمة غانمة ……
ظلت في رأس حسام تدور مئات الافكار احس بمعركة حامية في رأسه و لكن لا يتردد في ذهنه سوى كلمات ابيه الاخيرة …. اختك يا حسام امانة في رقبتك هي عرضك و شرفك صونها و احفظها ….. و يتذكر صوت فريدة على الهاتف كانت تستنجد به …. حسام بالله عليك الحقني انا خايفة ازدادت دموعه و ازداد معها اصراره على ان ينقذ اخته اخذ هاتفه و صعد الى الدور الاخر لينتظر مكالمة جمال الاسيوطي …..
في مكان اخر بعيد نسبيا و تحديدا غرفة تحت الارض كانت فريدة تجلس منكمشة على نفسها تبكي بحرقة على ما اصابها ترتجف من الخوف فالمكان صغير و لا يوجد به سوى سرير خشبي صغير تجلس عليه فريدة كانت تدعو الله ان يحنن قلب اخيها عليها و ياتي لانقاذها و كانت تتذكر كلمات ابيها عنه كان دائما يقول لها ” عارفة يا ديدة اخوكي اول ما يعرف انه عنده اخت هيتصدم اوي و هتلاقيه بيعاملك وحش رغم انه عارف انك ملكيش ذنب في اي حاجة قلبه هيحن ليكي و هيقاوح نفسه بس اول ما يحس انك في خطر مش هيهمه حد و هيهد الدنيا لان مفيش احن من الاخ على اخته مهما قسى عليها و حسام بالذات حنيته ملهاش حدود بس مبيحبش يبينها بيفتكرها ضعف “
و كانت تحدث نفسها قائلة ” يا رب يكون كلامك صح يا بابا يا رب انا طمعانة في رحمتك حنن قلبه عليا و بعد كدة انا مستعدة اسافر اي مكان و اسيبه براحته بس خليه يجي ينقذني ” ثم تذكرت موقفه معها في القسم و رات كيف كان خائفا عليها لكنه عاد لجفافه معها مرة اخرى …..
( مسكينة حقا يا فريدة لا تعلمين كم هو خائف عليكي ؛ لا تعلمين ماذا تعني الاخت بالنسبة لاخيها ؛ لا تعلمين مدى حنان الاخ على اخته )
و في فيلا حسام دخل الى غرفة فريدة يشعر بالاشتياق اليها رغم انه لم يقترب منها في يوم قط اغلق عينيه ثم زفر بقوة و اخذ يتذكر كم كانت تجعل للبيت روحا بحركتها فيه و خفة ظلها و تذكر حسام موقف والده معه حين كان صغير و ذهب به والده و امه الى حديقة و وجد حسام كل الاطفال يلعبون مع اخواتهم و كان هو وحيد و في هذا اليوم سأله والده ” ايه يا حسام منفسكش في اخ او اخت تلعب معاهم ؟ “
حسام ” اكيد نفسي يا بابا بس مش معقول يعني دلوقتي انا عندي 12 سنة و خلاص اتعودت اعمل كل حاجة لوحدي “
في هذا اليوم نظر له والده نظرة لم يفهمها حسام …..
فتح حسام عينيه و قد تجمعت بهما الدموع و قال في نفسه ” دلوقتي بس يا بابا عرفت بصتك دي كان معناها ايه “
و في هذا الوقت جاءه الاتصال الذي كان ينتظره …..
رد حسام بلهفة ” الو “
المتصل “…………….”
حسام ” هعمل كل الللي انت عاوزه بس ارجوك محدش يقرب من فريدة “
المتصل ” ………………”
حسام بصدمة ” ايه ؟! “
المتصل ” ………………….”
حسام ” لا لا لا … مرجعتش في كلامي و لا حاجة انا موافق “
المتصل ” ………………………”
حسام ” حاضر هستنى اتصالك تاني “
اغلق حسام الخط و هو لا يصدق ما سمعه للتو لقد عاش طوال حياته يطبق القانون و لا يخالفه و يعاقب الذين يخالفوه …. فكيف له بعد كل هذا ان ياتي هو و يخالفه …… كيف له ان يدخل هذه السموم بيده الى البلد ….
نزل حسام الى الاسفل مسرعا و و خرج من المنز و لم ينتبه الى نداء كريمة له …..
خرج حسام و قاد سيارته باقصى سرعة كان بداخله طاقة لا يعلم كيف يخرجها كان يريد ان يصرخ باعلى صوته و ظل يقود السيارة و لا يعلم الى اين هو ذاهب الى ان وجد نفسه امام مقبرة ابيه نزل حسام من السيارة و اقترب من المكان الذي يرقد به ابيه و قد اصبح متأكدا ان ابيه غاضب عليه لانه لم يصون امانته و لم يحافظ عليها ..
ظل حسام يحدث ابيه في نفسه قائلا بدموع ” انا عارف انك زعلان مني اوي يا بابا و عارف اني محافظتش على امانتك اللي انت سيبتهالي و مهما قلت او حاولت ابرر موقفي هيبقى عذر اقبح من ذنب … بس صدقني والله العظيم و غلاوتك عندي انا حبيت فريدة جدا و اتعلقت بيها حسيت ان في حد بقى مسئول مني و لازم احافظ عليه …. و ياريتني فعلا كنت سمعت كلامك في موضزع بيري طلعت واحدة فعلا متستهلش اي دقة قلب مني ….و اوعدك يا بابا اني هرجع فريدة سليمة و محدش هيقرب منها و هحافظ عليها و بعد كدة هبقى اشوف موضوع بيري “
تركه حسام وذهب الى سيارته وقد هدأت نفسه و اجرى اتصالا بعمرو …..
حسام ” ايوة يا عمرو عاوزك تيجيلي انت و شادي بعد ساعة عالفيلا “
عمرو ” طيب في جديد “
حسام بغموض ” اما تيجي هفهمك و هقول لك على كل حاجة “
و في منزل بيري و تحديدا في غرفتها كانت ثورتها عارمة و كانت اختها شروق تحاول تهدئتها ….
شروق ” يا بنتي اهدي بقى مش معقول كدة “
بيري ” انا يكلمني بالاسلوب ده هو فاكر نفسه من عشان يكلمني كدة مش كفاية طول الاسبوع و هو راميني زي الكلبة “
شروق باستهزاء ” ده على اساس انك طول الاسبوع كنتي قاعدة مستنياه مانتي طول الوقت كنتي مقضياها خروج و فسح مع حازم انا هتجنن و اعرف انتي بتحبي مين فيهم و عاوزة مين “
بيري بثقة ” بحب حازم بس حازم ملهوش مستقبل وفقير و عاوزة حسام لانه له مستقبل … وظيفة ميري و اسم عيلة و ميليونير “
تعحبت شروق مما وصل اليه حال اختها و اشفقت عليها فقد اعمى الطمع عينها و الغي عقلها و امات قلبها ثم خرجت شروق و توجهت الى غرفتها …
————————————————————————————————————————–
” انت اكيد اتجننت يا حسام “
صاح بها عمرو عندما علم ما ينوي حسام على فعله ……..
رد حسام ” ابقى مجنون فعلا لو خليت كلب زي ده يمس شعرة من فريدة “
شادي بهدوء ” ايوة يا حسام احنا مقدرين خوفك على فريدة بس اللي هتعمله ده مش هينفع احنا طول عمرنا من ساعة ما اشتغلنا و احنا بنحارب ان السموم دي متدخلش البلد جاي انت بكل بساطة و عايز تساعد الاسيوطي انه يدمر شباب البلد “
حسام ” مفيش في ايدي حاجة ثانية …. هساعده و ثاني يوم استقالتي هتبقى على مكتب الوزير و هاخد فريدة و نسافر “
عمرو بعصبية ” تبقى غبي لو فكرت انك بكدة بتحافظ على نفسك و على فريدة لانك بتدمر مليون واحد و واحدة زيك و زي فريدة ارجوك يا حسام لازم نفكر بالعقل عشان نتصرف صح “
حسام ” على ما نفكر بالعقل تكون فريدة راحت انا خلاص قررت و مش هرجع في قراري “
شادي ” و هتهرب من احساسك بالذنب ازاي و انت بتساعد مجرم زي ده “
عجز حسام عن الرد فشادي محق اذا كان سيهرب بنفسه و بفريدة من البلاد كيف يمكنه ان يهرب من احساسه بالذنب الذي سيظل يصاحبه اينما ذهب ………
عمرو بيأس ” خلاص يا شادي واضح ان حسام مقرر كل حاجة و كلامنا معاه مش هيجيب نتيجة “
في ذلك الوقت رن هاتف حسان فاجاب مسرعا ” الو “
حسام ” لا لا انا خلاص موافق بس قول لي على الميعاد “
حسام ” خلاص مش هسأل بس ارجوكم متتأخروش عليا “
حسام ” ماشي بكرة باليل هكون في المكان “
اغلق حسام الخط و نظر الي عمرو و شادي و قال ” مرضيوش يقولوا لي اي معلومات عاوزين يكسروا اعصابي و قالوا هنتصل بيك بكرة باليل عشان نقول لك “
نظر عمرو و شادي نظرة اسف و حزن الى حسام قبل ان يغادروا و يتركوه .
—————————————————————————————————————————في ذلك الوقت في منزل حبيبة كانت تجلس مع اخيها و زوجته و كانت في حالة حزن على صديقتها …. انتبه ادهم لحزنها و قال بحنان” ايه يا حبيبتي مالك ؟”
تجمعت الدموع في عينها و قالت ” خايفة اوي على فريدة يا ادهم نفسي اساعد اخوها عشان نلاقيها “
ربت ادهم على كتفها وقال ” عياطك مش هيجيب نتيجة دلوقتي قومي اتوضي و صلي و ادعي ان ربنا يحفظها “
ابتسمت حبيبة من بين دموعها و قالت ” عارف انا بحمد ربنا على انه اداني اخ زيك لما كانت فريدة بتحكيلي عن معاملة حسام ليها عرفت ان ربنا بيحبني عشان عندي اخ بيحبني و بيخاف عليا “
ادهم ” ومين قال لك ان حسام مش خايف على فريدة …. بالعكس ده خايف عليها اوي وبيحبها يمكن اكثر مانا بحبك كمان “
ردت حبيبة بتعجب ” ازاي بقى “
ادهم بشرود “بعدين يا حبيبة ….. بعدين هتعرفي المهم قومي صلي دلوقتي و ادعي لفريدة”
عندما قامت فريدة و دخلت الى الحمام التفت ندى ( زوجة ادهم ) الى زوجها و قالت ” انت شكلك عارف حاجة و مخبيها “
ادهم ” خليكي بس انتي في حالك و في استاذ حمزة اللي جاي في السكة “
ابتسمت ندى و وضعت يدها على بطنها المنتفخة في شهرها السابع و قالت ” امتى اخلص بقى انا تعبت “
ضحك ادهم و قال ” هانت يا حبيبتي كله يهون عشان حمزة بيه “
ندى ” يا رب يا حبيبي نفسي اوي اشوفه زي سيدنا حمزة “
ادهم ” ان شاء الله يا حبيبتي “
انتهت حبيبة من صلاتها و قد هدأت نسبيا عما كانت فيه و قالت لاخيها ” ادهم ممكن اطلب منك طلب ؟”