بقلم / علا السنجري
أصبح الإعلام بكافة أنواعه سواء كان إعلام الدولة أو خاص ، من الوسائل المهمة والخطيرة لتكوين رأى عام على كافة المستويات وفي مختلف الإتجاهات .هنا يظهر أهمية الدور الذي يجب على الإعلام المصري في دعم التوجهات الاقتصادية للبلاد بالأثر الإيجابي على خلق أشكال اقتصادية جديدة تسهم في توسيع الاقتصاد القومى المصرى .
الدور الأساسي للإعلام خلق مناخ مناسب للعمل فى كافة القطاعات الاقتصادية ،
وهنا نتحدث بشكل خاص عن القطاع السياحى .
القطاع السياحى المصرى يعد أهم قطاع في قطاعات الإنتاج فى مصر ، حيث أنها بلد سياحي من الدرجة الأولى لتوافر جميع مقومات السياحة العامة لأسباب كثيرة : منها أن مصر تمتلك الموقع الممتاز بين قارات العالم ، تتمتع بجو معتدل طوال العام ، تمتلك شواطئ رائعة على البحرين الأبيض والأحمر إلى ، نهر النيل العظيم والذي يشق مصر من جنوبها إلى شمالها بالاضافة الى الكم الهائل من الآثار التاريخية سواء فرعونية ويونانية رومانية أو بيزنطية ومسيحية وإسلامية .
تمتلك مصر وحدها ربع آثار العالم ، مما يجعلها بلد سياحي في المقام الأول. وسائل الإعلام مسئولة عن التعامل مع التطورات وهذا يستوجب التحلي بقدر كامل من الأمانة والمصداقية ،حيث يتعامل مع الحقائق في اعتبار مصالح قطاع المال والأعمال ، ومصالح المواطنين أيضا ، و الالتزام بما يخدم مصالح البلاد العليا ، يساعد على نجاح جهود مؤسسات الدولة المتواصلة في خدمة المواطن ، ويسهم في إيضاح ما قد يوجد من خلل فى صناعة السياحة على المستوى القومي والسعي إلى إيجاد الحلول العلمية والمبنية على أسس اقتصادية واسعة بواسطة خبراء السياحة مع علماء الاقتصاد والتخطيط القومي فى مصر ، وإعادة رسم الخريطة السياحية المصرية بالكامل مستغلا الكثير من المناطق السياحية الخارجة عن الخريطة السياحية الحالية .
من هنا يأتي دور الإعلام المصري في ضرورة توسيع القاعدة الشعبية وتكوين رأي عام مصرى واسع لدعم الملف السياحي ، وتحفيز الحكومة المصرية إلى إعادة النظر فى المنظومة السياحية ، من حيث الشكل والمضمون وطبقا للقوانين الحالية و المنظمة لها. ضرورة العمل على تشكيل مجلس أعلى للسياحة على مستوى الوزراء لتحقيق أقصى استفادة من الملف السياحي الذي يعتبر القطار السريع لنمو الاقتصاد المصرى الكبير وتحقيق الرخاء الاجتماعي لشعب مصر .
على الإعلام المصري العمل على مواجهة التحديات والنظر إلى المستقبل والاستفادة القصوى من كافة الإمكانيات السياحية العاطلة ، كذلك أيضا له دور رئيسى فى توجه الحكومة بضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية لتلك الصناعة ، مثل إنشاء الطرق بأساليب حديثة لربط المناطق السياحية بعضها البعض بطرق حديثة ، تفادي حوادث الطرق للمجموعات السياحية والاهتمام بالموانى السياحية ، وتطهير مجرى النيل لسهولة الحركة للفنادق العائمة ، والاهتمام البيئى لمصر وخاصة المناطق السياحية والتي وصلت إلى أدنى مستوى . يتزامن ذلك مع تحقيق الأمن على حدود مصر لتشجيع رحلات السفارى ، وتطوير خطوط السكك الحديدية ، وإنشاء خطوط بديلة أخرى لربط كافة المناطق السياحية بعضها البعض.
من الساحة الاعلامية فى مصر تعمل بمنطق إظهار صور مجملة للعملية السياحية سواء على المستوى الوزاري أو الشخصى حتى أصبحت الصحافة والإعلام مجرد أخبار روتينية ، وجود الكثير من غير المؤهلين للعمل الإعلامى بدون فكر مما دفع القارئ أو المشاهد للابتعاد عن هذه البرامج .
يجب وجود إعلام و صحافة وطنية واعية تدفع عجلة الإنتاج بالبلاد وتعمل تحقيقات صحفية على مستوى عالي من الحرفية المهنية و بوازع وطني مع وجود أشخاص ذات مكانة فى العمل السياحي مما له الأثر الإيجابي في النهوض بصناعة السياحة وبالتالي النهوض بالبلاد اقتصاديا.
لذا يمكن القول: أن من أبرز المهام الخاصة بالإعلام في مجال نشر الوعي السياحي في المجتمع ما يلي:
أولاً: تكثيف البرامج التوعوية من خلال النشرات الإرشادية حول الوعي السياحي الداخلي.
ثانيًا: توجيه برامج إعلامية خاصة بالمعالم السياحية الداخلية.
ثالثًا: تحفيز التدابير المحافظة على السمات المادية للسياحة البيئية.
رابعًا: رعاية المواقع والمعالم التاريخية والحياة البشرية البرية.
خامسًا: تخصيص مساحات صحفية وإذاعية خاصة بالتربية السياحية الوطنية، ونشر الوعي السياحي.
الأدوار المنتظرة من جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، والمرئية كبيرة للغاية، وهنا تبدو الحاجة ماسة لوجود خطة وطنية إعلامية شاملة؛ لرفع مستوى الوعي السياحي ونشر الإعلام السياحي في المجتمع.