عاممقالات

السينما وسيلة للتعبير عن العنف ضد المرأة

السينما وسيلة للتعبير عن العنف ضد المرأة


بقلم/ 
          هبة سلطان

السينما هي نوع من أنواع الفنون الدرامية، وتشمل السينما فن الصورة، فن الأداء التمثيلي، فن الموسيقى، فن الإضاءة، فن الرقص، فن الشعر والكتابة، فن النحت والرسم، فن التصوير الفوتوغرافي أو الجداري، ولذلك أطلق عليها بعض المؤرخين الفن السابع، لأنها تضم ستة من أنواع الفنون المتداخلة لتصنع شريط فوتوغرافي يرى فيه الناس حياتهم من خلال صور متحركة على شاشات ضخمة أمام أعينهم، ولذلك تعتبر السينما هي مرآة  تاريخ الشعوب، وقد تناولت السينما المصرية العديد والعديد من القضايا الاجتماعية أهمها القضايا الخاصة بالمرأة، خاصة في مجتمع ساد فيه الفكر الذكوري، وأصبح ينظر للمرأة نظرة أدنى من الرجل، إلا أنه أصبح المسكوت عنه معلن أمام شاشات السينما، وفي روايات الكتاب، أملا في إحداث تغيير حقيقي للمجتمع، فينظر للمرأة علي أنها جزء لا يتجزأ من المجتمع، وليس أقل من الرجل في شيء.



كيف تناولت السينما قضايا المرأة


تناولت السينما المصرية قضايا المرأة من عنف سواء جسدي أو نفسي، ظلم، قوانين أحوال شخصي تنصف الرجل على حساب المرأة والمجتمع ككل، وقضايا الاغتصاب، فظهرت أفلام ناقشت هذه القضايا منذ الثلاثينيات من القرن الماضي حتى التسعينيات، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت السينما تناقش قضية العصر ألا وهي قضية التحرش بجميع أنواعه سواء اللفظي أو الجسدي أو النفسي، فهو جرح كبرياء المرأة.



ظاهرة العنف ضد المرأة وكيف عبرت السينما عنها

العنف أيا كان نوعه إذا مورس ضد المرأة فهو تعبير صادق عن الفكر الذكوري المتشعب داخل المجتمع، فدائما ما يمارس العنف ضد الأضعف وليس الأقوى، وقد جاءت الأفلام السينمائية منذ الثلاثينيات من القرن الماضي معبرة عن تلك القضية بداية من فيلم زينب ، و الأفوكاتو مديحة في بداية الخمسينيات، ثم الأستاذة فاطمة، وقد ظهرت الفنانة فاتن حمامة على قوائم الفنانات الذين برعوا في التعبير عن قضايا العنف ضد المرأة ، فجاء فيلم الباب المفتوح.



إقرأ أيضا








للكاتبة لطيفة الزيات، ثم فيلم دعاء الكروان لطه حسين،  ثم فيلم لا عزاء للسيدات للكاتبة كاتيا ثابت، ثم الفيلم الذي أحدث ضجة في قانون الأحوال الشخصية أريد حلا، لتكن صرخة البطلة في نهاية الفيلم أقوي تعبير على ما تواجهه المرأة من عنف وإن كان عنف نفسي، وجاء فيلم أنا حرة الفنانة لبني عبد العزيز الكاتب الأكثر شهرة في الدفاع عن المرأة يطرح نظرة المجتمع للفتاة المتحررة علي أنها منحلة في الفترة ما قبل ثورة يوليو، وجاء فيلم المغتصبون ليلى علوي يوضح كيف ينظر المجتمع الى المغتصبة على أنها جاني وليس ضحية.

ثم في الآونة الأخيرة تظهر أفلام المخرجة التي أثير حولها جدل واسعا إيناس الدغيدي، ولكن على الرغم ما أثير حولها إلا أنه يظل فيلم عفوا أيها القانون من أهم الأفلام التي ناقشت العنف ضد المرأة وإن كانت الخيانة نوع من أنواع العنف، ثم فيلم لحم رخيص وكيف تباع المرأة في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر، صورة أخري من صور العنف ظهرت في مجتمعنا، خاصة المجتمع الريفي.




في الآونة الأخيرة من بداية الالفينات ظهرت قضية التحرش في فيلم٨٦٧ وكان من أوائل الأفلام التي تطرقت لهذه القضية الشائكة،  ثم فيلم احكي يا شهرزاد للكاتب وحيد حامد ليكون صرخة مدوية في وجه المجتمع فيما تواجهه المرأة من عنوسة أقوى أنواع العنف، وفقر وضرب ومهانة فقط لأنها أنثى.



وبعد كل هذا لن تظل شهرزاد تحكي، لكن قد حان الوقت أن تتحول الحكايات إلى رد فعل، تثبت فيه المرأة أنها ليست أدني من الرجل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock