شعر وحكاياتعام
الواقفون بعد الثالثة
بقلم أحمد مجدي
نيابةً عن القدر، نيابةً عن الأحلام الضائعة
نيابةً عن الآلام التي لم تستحق أن تشعر بها يومًا.
لاؤلئك الذين في الشرفات، الطرقات، وبحيرات الأحلام…
لذلك الأربعيني الماشي في ظلام الليل بعد الثالثة بحثًا عن أمل يعود به إلى البيت.
لتلك المرأة التي اتسعت مساحة سريرها بفعل الفقد.
للشاب الناظر إلى العالم الفارغ أسفل شرفتهم.
للباحثين عن البرد وسط دفئ الزحام.
لهؤلاء الذين تاهوا وسط وحدتهم.
لكل من شَهِدَّ صراع عقارب الساعات تدق لتتخطى الثالثة، وهو بارق.
لمن أدرك أنه قد فات منتصف الليل، وهو واقف أمام نفسه وحيدًا.
من سرق الوقت أحبائهم، أيامهم التي كان يجب عليها أن تعدل أكفة الأوزان الخاسرة.
ثم سُرق منهم الوقت ذاته.
أنا أعتذر لكل إنسان جردته الحياة من السعادة وجرده البشر من الإنسانية.
نيابةً عن كل أسف لم يقال، عن كل جرحٍ انتظرت أن يلتئم وزاده الإهمال اتساعًا، أعتذر لك عدد ما تمنيت أن تكون في وضعٍ أفضل.
ولم يكن أبدًا.