بقلم الأستاذة فتيحة بن كتيلة
إن الأسرة هي النواة والعماد الذي يؤسس المجتمع وهي أساس الاستقرار النفسي والعاطفي للإنسان وهي السكن والمأوى للفرد، حيث قال الله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )( الروم،21).
لذلك أمرنا الله عزوجل بالحفاظ على الرباط الأسري وتشجيع الشباب على الزواج حيث قال سبحانه وتعالى ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).(البقرة)(187)
وبفعل التغيرات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والفكرية التي يمر بها العالم تعرضت الأسرة للعديد من المشكلات التي تهدم الصرح الاجتماعي
ومن أهم هذه المشكلات مشكلة الطلاق
لقد أصبحت ظاهرة الطلاق من أخطر الظواهر التي تؤرق استقرار المجتمع العربي بمختلف مؤسساته الرسمية وغير الرسمية ،وذلك بسبب تزايد نسبة الطلاق بشكل رهيب حيث تشير أرقام المركز العربي للتعبئة والإحصاء إلى تسجيل ست حالات انفصال كل ساعة.
ولما تخلفه هذه الظاهرة من مشكلات نفسية واجتماعية وتربوية واقتصادية للفرد والمجتمع ، فبالطلاق تتفكك الأسرة التي هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وبالطلاق تنشر الأمراض النفسية والاجتماعية كانحراف الأبناء، وانتشار العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد،كما يعتبر الطلاق استنزاف لطاقات المجتمع ، مما يستدعي الإسراع في معرفة أسباب الطلاق.وايجاد حلا شاملا ووقائيا على جميع المستويات.
ولطلاق أسباب عديدة ومتعددة تختلف من مجمتع لاخر ومن شخص لأخر فما يراه شخص مشكلة يراه شخص اخر أمر طبيعي ، ومع ذلك يمكن ذكر بعض أسباب الطلاق
والتي تتمثل في سوء اختيار الزوجين لبعضهما البعض رأس مال الزواج هو الاختيار الحسن والدقيق للطرفين وفق رؤية واضحة وواعية ، ثم يليها قلة الوعي بحقوق الزوجين وأهمية بناء الأسرة فقد يتوقع كلا الطرفين تصورات خيالية ومثالية فسرعان ما ينصدما بالواقع المر
أسباب الطلاق
الأسباب الاقتصادية : وتعتبر العوامل الاقتصادية من أهم العوامل التي يستند عليها الطلاق في المجتمع حيث يضيق العيش ويفشل الزوجان في تحقيق حياة سعيدة.
أسباب اجتماعية كتدخل أهل الزوجين في الحياة الزوجية ، وصراع الأدوار بين الزوجين واختلاف المستوى الاجتماعي للزوجين مما يثير المشكلات التي قد تؤدي للطلاق
اسباب ثقافية كاختلاف المستوى الثقافي للزوجين أو لاسرتهما مما يؤدي الى حدوث الطلاق . وكل هذه الأسباب المختلفة ينجم عنها أثار سلبية نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية على الزوجين والأبناء وفي هذا المقال نكتفي بذكر الأزمات والصدمات النفسية الناجمة عن الطلاق .
الأزمات النفسية الناجمة عن الطلاق:
ولطلاق أثار نفسية لكلا الجنسين لكن في المجتمعات العربية تجرم المرأة دون الرجل لكون مجتمعنا يحمل المرأة أي فشل .
1) حالة اكتئاب وقلق : تصاب المرأة المطلقة بحال من التوتر والقلق قد تصل بها الى حالة من الاكتئاب واعتزال الناس والتقوقع حول ذاتها أو حال من جلد الذات كرد فعل على نظرة المجتمع السلبية للمرأة المطلقة فما من امرأ مطلقة إلا لريبة أو تهمة مهما كانت بريئة .
إقرأ أيضا
2) تتعرض المطلقة لحالة من الإحباط: تتعرض المطلقة لنوع من الإحباط والفشل وتخبيء مشاعر الظلم والقهر والتوتر وتتسلط عليها أفكار التشاؤم والانهزامية وتهاجمهما أفكار مؤلمة تحتقر فيها ذاتها لكونها ترى نفسها فاشلة وليس لها القدرة على تكوين أسرة على غرار بقية النسوة ،كما قد تقع في مشاكل داخل العمل والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية تجنبا للسؤال واللوم مما قد يؤثر سلبا على شخصيتها.
3)الانكسار النفسي ولوم الذات والتحرج الشديد من المجتمع ومن سماع كلمة مطلقة وتدخلات المجتمع في ماضيها وحاضرها ، وتضارب الذكريات السعيدة والمؤلمة والحساسية الزائدة من أي موضوع فيه طلاق.
4) فقدان الثقة بالنفس وبالرجال فقد يكون أول طلاق للمرأة هوأخر زواج لها لعدم ثقتها بالرجال وارتباطها السلبي لمفهوم الزواج،
ونظرا للمشكلات والأزمات النفسية الناتجة عن الطلاق ينبغي على الطرفين عدم التسرع في اتخاذ الطلاق كحل نهائي للمشكلات التي تعترض حياتها بل عليها التريث وتعلم طرق إيجابية وفعالة في حل المشكلات الزوجية واستشارة أهل الاختصاص من علماء ومشايخ ومختصين نفسيين لمساعدة الزوجين في كيفية فهم نفسيتهما وتجاوز أي مشكلة بحكمة وروية واحضر حكما من أهلها وحكما من إهله والاحتكام الى الله ورسوله ن وتعلم فنيات الحوار الهادئ وضبط النفس وتعلم فن الاعتذار والتغالفل والتجاوز عن الزلات فلا يوجد شخص كامل بل ينبغي أن نعيش على مبدأ التكامل .
رئيس قسم المقالات غادة عبدالله
نائب رئيس هبة سلطان