أيهما أفضل الزواج أم العزوبية
بقلم / شرين حسنى
إذ إن الزوجين لديهما التزامات قانونية ودينية تستمر طوال الحياة الزوحية، ومنها شرعية العلاقات الجنسية داخل منظومة الزواج مما يسهم في الحفاظ على الأخلاق و العقائد.
أقرا أيضآ:
أخطاء شائعة داخل المجتمعات العربية “الزواج التقليدى”
يظل حلم الزواج عالقاً بذهن الإنسان منذ صغره، سواء كان رجلاً أم امرأة، وعندما يتحقق هذا الحلم الذي يحتاج إلى الكثير من العناء، يظن البعض أن الدخول في القفص الذهبي يعني الوصول إلى محطتي الراحة والهناء، لكنهم يصطدمون بصخرة الواقع التي تحمل الكثير من المشكلات والعديد من التبعات، التي تتطلب أن يلتزم بحملها كل من الزوج والزوجة، ليصمد البعض، ويحن البعض الآخر إلى أيام العزوبية، هرباً من قيد الزوجية، وهذا الحنين ربما يراود الرجل أكثر من المرأة، والتي تخضع لواقعها ونادراً ما تتمرد عليه.
ويبقى التساؤل قائماً أيهما أفضل الزواج أم العزوبية؟؟
-الزواج أحد النعم التي منَّ الله تعالى بها على عباده، وجعلها أمراً محبباً ومرغوباً من قبل الإنسان لتكون وسيلة لاستمرار النسل البشري.
وقد حث الإسلام على الزواج وجعله واجباً في حق من يقدر عليه وخاف على نفسه الوقوع في الحرام، كما جعله سنة في حق من قدر عليه حتى لو لم يخش على نفسه. البعض يفكر في العزوف عن الزواج هرباً من مسؤولياته ومتاعبه.
في نظرة المجتمع التقليدية يكون الزواج هاجساً لدى الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن مفهوم العزوبية يتبدل مع مرور الزمن وأصبح الأشخاص يتقبلونه أكثر.
أقرا أيضآ:
تفسير رؤية الإنسان
ولا يزال الجدل قائماً بين ما إذا كانت السعادة يمكن أن تتحقق من خلال العزوبية أم أنها محصورة بالزواج وفق مفاهيم المجتمع السائدة.
فهل من سعادة في العزوبية؟
الظروف هي سبب عزوبية كثيرين من الرجال والنساء، فربما يسعون إلى إكمال تعليمهم، أو نجاحهم المهني مما لا يترك لهم وقتاً كافياً لتطوير علاقات.
وربما ينوئون تحت وطئة ظروف عائلية مثل تحمل مسئولية الوالدين أو بعض أطفال العائلة أو ربما لم يقابلوا الشخص المناسب. والبعض اختار حياة العزوبية لنفسه، وهؤلاء يحسون براحة تامة في عيشهم وحدهم.
فمثلاً يحبون الانطلاق دون قيود إلى دول أخرى لقضاء أجازة فوراً ودون إستشارة أحد أو موافقته. أو وربما يكون الدافع هو الخوف؛ الخوف من الالتزام أو الاعتماد على الشخص الآخر أو الخوف من الهجر.
ومن مميزات العزوبية:
-تعطي العزوبية فرصة لتطوير الشخصية وتشكيلها، وذلك بخلاف من تزوج وأنجب والذي لا يجد متسعاً من الوقت لذلك. -تعطي العزوبية فرصة لتطوير صداقات عميقة، تشبع حاجات كثيرة في الشخص.
-تعطي العزوبية فرصة للعزلة والخصوصية. بالطبع أكثر من المتزوجين يفكرون وينامون ويبدعون دون مقاطعة من أحد.
-تعطي العزوبية فرصة لحرية أكبر في الحركة والتنقل في المجتمع، مثل الإستجابة لفرص العمل الجديدة ومتابعة هوايات واهتمامات متنوعة.
-تعطي العزوبية فرصة للبساطة، وهذا شيء جيد يختلف عن تعقيدات الحياة الزوجية. فعندما يرغب الأعزب في شراء سيارة، فإن القرار ينصب فقط على حاجاته ورغباته، أما المتزوج فلابد أن يُدخل في حسبانه رغبات الزوجة والأولاد.
أقرا أيضآ:
دراسة تدهش أدم… النساء الأقل جاذبية أكثر ميلا للخيانة الزوجية!!
الخلاف لا ينتهي حول أفضل الزواج أو العزوبية، كل طرف يدعم وجهة نظره بوقائع معينة، وفي الغالب تجد أن معظم المتزوجين يرون أن العزوبية أفضل، والعكس ربما يكون صحيحاً. ومن غير المحتمل إيجاد مقياس واحد عندما يتعلق الأمر بالزواج والسعادة.
فمن ناحية يمكن للزواج أن يقدم دعماً إجتماعياً قيماً، ويساعد على هزيمة الوحدة، ومن ناحية أخرى تأتي العلاقات ومعها ما يكفي من النزاعات والإحباطات التي تجعل الناس أقل سعادة. لذلك من المنطقي إفتراض أن الزواج قد يجعل الأشخاص أسعد بينما قد يكون أشخاص أخرين أفضل حالاً ببقائهم في عالم العزوبية.