بقلم / شيرين حسني
سبحان من زرع فينا الغرائز والمشاعر، ومن هذه الغرائز الغيرة، وهي فطرة فطرنا الله عليها سواء كنا رجالاً أو نساءً، وهي كالملح في الحياة انعدامها يؤدي إلى خلل، والزيادة تؤدّي إلى دمار، ولكن خير الأمور أوسطها، فالقليل من الغيرة شيءٌ محبب بين المحبين، لأنه يشعر الآخر بالاهتمام والحب، ولكن عندما تزيد هذه الغيرة فإنه لا يحمد عقباها.
و كثيراً ما يتبادر إلى الذهن السؤال المحير. كيف تحافظ المرأة على زوجها من إغراءات النساء؟؟
الزواج
جعل الله سبحانه وتعالى الزواج سكينةً ومودّةً بين الزوجين، ويسر فيه الألفة والرحمة بينهما، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[١] وحتى تستمر الحياة الزوجية باستقرارٍ وسكينة وطمأنينة ومحبة؛ فإنه يجب على كلّ واحدٍ من الزّوجين أن يعرف واجباته فيؤدّيها، وأن يعرف حقوقه فلا يتجاوزها أو يطلب أكثر منها؛ حيث إن للزوج حقوقٌ وعليه واجبات، كما أن للزوجة حقوقٌ وعليها واجبات، وتختلف واجبات وحقوق كل منهما.
أشارت السنة النبوية المطهرة إلى حقوق الزوجين في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، فمن ذلك ما رواه ابن عباس – رضي الله عنها – قال: (جاءتِ امرأةٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالت: يا رسولَ اللهِ ! ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه؟ قال: أن لا تمنعَ نفسَها منه ولو على قَتَبٍ ، فإذا فعلتْ كان عليها إثمٌ، ثم قالت: ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه ؟ قال: أن لا تُعطِيَ شيئًا من بيتِواجبات الزوجة تجاه زوجها.
وهناك من الواجبات ما تحافظ به المرأة على زوجها من إغراءات النساء.
واجبات الزوجة نحو زوجها:
أوجبت الشريعة الإسلامية السمحة على الزوجة حقوقاً يجب أن تؤديها لزوجها، وقد كانت تلك الواجبات من مستلزمات عقد النكاح، فكما أن الزوج ملزم بدفع المهر والإنفاق على بيته وأسرته وتحمل مؤونتهم وأداء الواجبات الخاصة به، فإن له حقوقاً يجب على الزوجة أن تؤديها له، ومن حقوق الزوج على زوجته وواجبات الزوجة تجاه زوجها الآتي:
وجوب الطاعة من الزوجة: فإن الله عز وجلَّ قد جعل القوامة للرجل على المرأة بالتوجيه والإرشاد والرعاية والإنفاق وتولي المسؤولية المالية والإدارية، كما أن الحاكم يقوم على صالح الرعية وتحمل همومهم وقضاء حوائجهم، وذلك لما اختص الله به الرجال على النساء من خصائص جسمية وعقلية وفطرية؛ حيث أوجب عليه الإنفاق وألزمه بها،[٣] قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)،[٤]
يجب على الزوجة أن تمكن زوجها من الاستمتاع بها وفق الضوابط الشرعية – وذلك بمقتضى عقد النكاح – حيث إن أساس عقد الزواج مبني على تمكين الزوجة لزوجها من الاستمتاع بها، فمن حق الزوج على زوجته أن تمكنه من نفسها، فإذا طلب الزوج من زوجته ذلك بعد العقد وكانت من أهل النكاح وكان قد سلمها مهرها المعجل، ثم امتنعت من إجابة زوجها في الجماع وتمكينه من الاستمتاع ومنعته من حقه فإنها تكون قد ارتكبت محرماً بل معصيةً كبرى، ويجوز لها الامتناع إن كان لها عذر شرعي أو مرض طارئ يمنعها من ذلك،[٥] وذلك لما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).[٦]
من واجبات الزّوجة تجاه زوجها أيضاً أن لا تسمح لمن يكره زوجها دخول بيته إلا إذا سمح وقبل ووافق على إدخاله إلى بيته ما دامت علمت بكره زوجها من دخول ذلك الشخص إلى منزله، حتى إن كان المعني أقرب الناس إليها كأبيها أو أمها أو شقيقها،[٧] فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه).[٨] وعن جابر – رضي الله عنه – قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( … فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرح ولهنّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).[٩]
من واجبات الزوجة تجاه زوجها كذلك أن لا تخرج من بيت الزوجية حتى تعلمه بخروجها فيأذن لها، فإن لم يأذن لها لم يجز لها الخروج، حتى إن كانت تريد زيارة والدها أو والدتها المريضين.[١٠]ه إلا بإذنِه).[٢]
إقرأ أيضا
ولابد أن نعلم أن هناك أمور وصفات يعشقها الرجال في المرأة، وليس الجمال فقط هو ما يبحث عنه الأزواج. ولكن هناك أمور أخرى مثل:
-أن تكون الزوجة محترمة ومقدرة لزوجها.
-أن تكون مستمعة جيدة له.
-وتكون غير متصنعة.
-شخصيتها قوية.
-إيجابيتها ومرحها وتفاؤلها.
-قدرتها على تدليله والإهتمام به.
-حسن تدبيرها.
-حفاظها على مظهرها.
عزيزتي الزوجة إذا سعيتي جاهدة لتقديم تلك الواجبات وتحقيق هذه الأمور فقد تصلين إلى إجابة السؤال الأذلي.
كيف تحافظ المرأة على زوجها من إغراءات النساء؟