إلهام غانم عيسى
لكل زمن نجومه ولكل عصر كباره ، أساطير تولد على مدار الزمان في عالم الغناء والموسيقى و تُدون أسماءها بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي و تترك بصماتها للأبد ، جبابرة تحكي عنهم الحكايات على مدار الدهر ِلما تركوه من سحر وإبداع ، و في زمانِنا الحالي ظهرت العديد من المواهب الفنية التي يعول عليها كي تكون أحسن خلف للعمالقة ، ومن بين هؤلاء شاب فلسطيني مغترب بأمريكا يدعى “أحمد الهيثم ” جوهرة توصف بحروف من الخيال ، أدهش الكل بصوته وأدائه الخارق أثناء ظهوره على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الإجتماعي .
عندما يجلس “أحمد الهيثم ” كي يصور فيديو من أجل الغناء ،ليعبر عن موهبته وإمكانياته وقدراته المليئة بالتميز، فإنه يتجاوز مرحلة النجم الصاعد ويظهر وكأنه فنان من عالم الكبار باندماجه الكلي بمشاعره وبجميع حركات جسمه وأطرافه وقسمات وجهه وصوته المدوي الذي يقذف بكلمات مزلزلة دامغة موزونة ومنتقاة بعناية فائقة، بينما اللحن الذي يستحيي إستحياء يبقى في الخلفية لا يجرأ أن يتقدم إلى الواجهة أمام عمق المعنى وقوة العبارة، مما يُضفي على موهبته لونا فريدا من التميز الذي يسمو به إلى روائع المسرح العربي ذي الطراز الرفيع.
عندما تشاهده يغني تشعر فعلا بأنك في حضرة الفن وأن الوقت قد توقف، وتود لو تسمع منه المزيد من الأغاني بصوته الذهبي النادر الذي يجعلك تتعرف على مدى عمق هذا الفن الحقيقي الذي يأتي من شاب يختصر في حنجرته مستقبلا زاهرا ستشهده الموسيقى العربية في السنوات القادمة لموهبة سيصدح صوته في كل مكان ، لما لديه من القدرة والصلابة الذي تؤهله للنجاح.