بقلم: هالة احمد ابو الفتوح
تبسم, عش بإنسانيتك, بخلقتك البديعه, بتميزك, وتفردك بصنع الخالق
عادة ما أذهب إلى فراشي محمله بالأفكار جزء منها إيجابي وجزء منهاسلبي , أذهب إلى عملي متمنية رؤية البعض وداعية الله سبحانه وتعالى أن يجنبني رؤيةالبعض, أدعو الله أن يحفظ لي أبنائي من الإيذاء الجسدي والنفسي وفي نفس الوقت يأتون بالكثير من القصص المزعجه والتي تجعلني أكثر ألما لوقوفي مكتوفة الأيدي راغبة في تغير واقعهم للأجمل.
ومن هنا بدأ تساؤلي لماذا هذا التناقض والإزدواجيه في الفكر؟ لماذادائما أتسائل ماذا لو حدث كذا وكذا؟؟ هل هي قلة إيمان ؟ لأ, هل هي وسواس قهري ؟ لأ… إذا لماذا؟؟ولماذا ألهث وراء تغيير الواقع في حين أن مكمن التغيير في داخلي أنا ألا وهو الرضا والتعايش مع الواقع بحلوه ومره؟ ومع رحلة التجارب والخبره في شؤون الحياه وجدت أننا نكون السبب الرئيسي في إيلام أنفسنا بدئا من الفكر ومرورابالإندفاع القوي المتطرف نحو الأشياء , فكل منا يتمنى رغد العيش ولكن هناك من يعتبر العيش والملح رغدا وهناك من لا يقنع بغير وليمه, هناك من يشقى ليبحث في وسط الوحل والصخور والرمال ليكتشف الذهب والأحجار الكريمه وهناك من يغرز في الوحل بالرذيله والبغاء الفكري.
أصبحت وأمسيت دائمة التساؤل حتى وجدت نفسي غارقه في قراءات الإنسان والإنسانيه والأفكار بسلبيتها وإيجابيتها ولماذا نفعل هذا ولا نفعل ذاك ؟ ولماذانقبل هذا ولا نقبل ذاك؟
والنتيجه أصبحت جليه أمام عيني وهي أننا نؤلم أنفسنا عندمالا نرضى عن أنفسنا وننصب المحاكم ونصدر الأحكام لأنفسنا ( عندما نتفاجأ بفتاه تنبض بالبراءه والذكاء وعندما تتحدث معها لا تسمع إلا مقولة “أنا أنفي كبير”وتعيش حياتها كلها باحثة عن أساليب لمدارة بدعة الخالق سبحانه, فما ضير أن يكون الأنف كبير والأخلاق عظيمه والفكر راقي والقلب حنون !!!)
وبدأت في بناء قناعاتي الداخليه من البدايه وقوامها أن كل مخلوق منا مميز في كل شيء شكله, طباعه, أخلاقه, طريقة فهمه وتصريفه للأمور ولا نملك أن ننعت أنفسنا أو الآخرين بصفات حاكمه بناءأ على قناعاتنا الداخليه, او ربما أمراضنا الداخليه , فأصبحت مع الوقت الاحظ أن أحكامنا على الآخرين نابعة من دواخلنا المريضه أو المنهكه نفسيا فإذا أخذنا المثال السابق عندما تكون الفتاه تحيا بفوبيا الأنف الكبير ماذا يحدث؟؟؟ ستنفق كل ما لديها على المساحيق لإخفاء ما يمكن إخفاءه,إذا ذهبت لتجمع ما فإنها ستذهب لتتفقد هذا الأنف عشرات المرات مع الحرص على التأكدمن الكميه اللازمه لمزيد من الإخفاء, بمجرد لقائها بأي شخص سوف تتفقد أنفه اوأنفها مع مراعاة ضرورة المقارنه مع أنفها الشخصي!!!! لم كل ذلك؟
لم هذا التسابق على الكمال اللذي نوقن بعدم وجوده على ظهر الأرض وضمن البشر, لم لا يكون هناك قناعه بأن الكل واحد! لم لا يكون هناك رؤيه لبديع الخالق في الأرض ونعبر عن ذلك لورأينا هذا الجمال حاضرا ونشكره سبحانه وتعالى على ما انعم علينا وأعطانا نعمة تحسس فضله! لم كل هذا التقاتل ! وعلى ماذا نتقاتل؟ على شيء ليس لنا ولا فينا ولن نكون عليه أبدا!
لقد إقتنعت بوجهة نظر الشيخ الشعراوي رحمه الله حين قال ما معناه أنالله سبحانه وتعالى قد قسم لكل إبن آدم عمره ورزقه وقد تساوى الخلائق فيما أعطى الخالق وكل أخذ(24 قيراط بتوعه بس مشكليين مثلا واحد يأخذ 10 صحه و2 أطفال و 5زوجه أخلاقها محبه فاضله و3 مال أما الآخر فيأخذ 2 صحه و 3 أطفال و 1 زوجه و 14 مال …… وهكذا) وجعل الخالق سبحانه وتعالى مفتاح الراحه في الرضا بكل أنواعه الرضا بالخلقه, بالرزق, بالعمل, بالزواج,بالأبناء, بالصحه, فإذا رضى إرتاح وهدأ وفكر بإيجابيه ونشر طاقه محبه راغبه في الحياه بإستمتاع بكل نبضة قلب فيها , وإذا سخط إنقلبت موازيين حياته وإرتمت الأفكار السلبيه في أحضانه وتسبب في نشر القلق واليأس والترقب.
عزيزي الإنسان عليك أن تعيش بإنسانيتك بخلقتك البديعه بتميزك وتفردك بصنع الخالق, ثق بخالقك وبنفسك ,إبتعد عن الخوف واليأس والقلق, وتبسم …..
تبســــم فإن الله ماأشقاك إلا ليسعدك
ومــاأخذ منك إلا ليعطيك
ومــاأبــكاك إلا ليضحكك
وماحرمك إلا ليتفضل عليك
ومــاابتلاك إلا لأنه يحبـك
الحمد لله اللذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أنهدانا الله.