كذبة أبي بقلم الكاتبة: جهاد مجدي
اذا كان الاب بالنسبة للفتاة مصدر الحماية و الامان الاول … فالاخ يعتبر مصدر الحماية و الامان الثاني فهو الصديق الاول و الاب الثاني للاخت فترى ماذأ سيكون رد فعل الابن اذا اكتشف فجأة بوجود اخت له في عمر الزهور و لا يعرف عنها شيئ ؟
في فيلا كبيرة من فيلل حي الزمالك تظهر زهور الربيع التي تسحر الانسان و تريح اعصابه تاتي لها نسمات الهواء لتداعبها في رقة … الفيلا مكونة من طابقين الطابق الاول غرفتين مكتب و الاستقبال و المطبخ و غرفة الضيوف و حمام ملحق بهذه الغرفة ….. الطابق الثاني مكون من اربع غرف كبيرة لكل غرفة حمام ملحق بها …..و في الغرفة الرئيسية ……
يجلس الحاج اسماعيل على فراش الموت و قد بلغ من العمر ما بلغ يرعاه و يجلس معه ابنه الوحيد حسام ليخدمه في اخر ايامه …….
(حسام ضابط وسيم عنده 30 سنة متميز جدا بيعشق شغله عايش مع باباه من بعد موت امه ليلى )
اطباء كثيرون في الحجرة عند اسماعيل يحاولون ايجاد علاج له و لما حل جسده من سقم ….و لكن كان تشخيصهم جميعاً لا امل …
اسماعيل بصوت متعب ” خرجهم كلهم يا حسام عاوز اتكلم معاك ضروري”
احد الاطباء ” استاذ اسماعيل ارجوك الكلام الكتير خطر عليك ”
حسام ” يا بابا لو سمحت اسمع كلام الدكاترة ”
اسماعيل بعصبية ” قلت عاوز اتكلم مع حسام لوحدنا “
و بدا يسعل بشكل كبير ….. ثم امرهم جميعا بالخروج من الحجرة …..و بعد ان خرج الاطباء…
حسام ” اهدا بس يا بابا عشان خاطري و اي كلام ممكن يتاجل الدكاترة قالوا ان الكلام خطر عليك ”
اسماعيل ” هيجرالي ايه بس يا حسام هموت طب ما كدة كدة عارف ان اجلي خلاص جالي انا حاسس بيه بس في حاجة لازم تعرفها قبل ما اموت …..سر بقالي 20 سنة مخبيه عليك بس خلاص جه الوقت اللي لازم تعرف فيه كل حاجة انا مش ضامن حياتي”
حسام بقلق ” خير يا بابا في ايه كلام حضرتك قلقني”
اسماعيل ” قبل ما اقول لك عالسر ده لازم تسمع الحكاية من الاول “
حسام ” ماشي يا بابا بس براحة و بهدوء على نفسك و على صحتك ”
اسماعيل ” ماشي يا ابني بس اديني كوباية مية الله يكرمك “
بعد ان شرب اسماعيل بدأ يسرد سر حمله وحده على عاتقه لمدة تزيد عن 20 عاما …….
اسماعيل ” بص يا ابني انا قبل ما اتجوز امك الله يرحمها ابويا كان رافض جوازنا لانه صعيدي و كان مصمم اني اتجوز ناهد بنت عمي بس انا خرجت عن طوعه و صممت و اتجوزت امك الله يرحمها” ….
ثم توقف اسماعيل لياخذ نفسه و اكمل
قائلا ” ابويا فضل مقاطعني سنين و سنين لحد ما بقى انت عندك 10 سنين يومها ابويا كلمني وقال لي اروح له في الوقت ده ناهد بنت عمي كانت عايشة مع ابويا لان مكانش ليها حد غيره بعد موت عمي لما روحت له قالي انه عيان بالمرض الوحش و انه خايف يسيب ناهد لوحدها لو مات و فضل يضغط عليا عشان اتجوزها و فعلا اتجوزتها و امك الله يرحمها كانت عارفة و بعد جوازنا بثلاث شهور ابويا اتوفى ”
حسام و قد اعتلت وجهه علامات الدهشة و عدم التصديق …فكيف يمكن لابيه ان يتزوج واحدة بعد امه لقد كان ابيه يحب امه حب لا نهائي و كان حسام يتمنى في المستقبل ان يحب زوجته مثل حب ابيه لامه …..
حسام ” يعني حضرتك يا بابا اتجوزت على امي رغم كل الحب اللي حبتهولك ليه “
اسماعيل بضيق نفس ” مش وقت مبررات دلوقتي يا حسام في حاجة مهمة لازم تعرفها “
حسام ” اهم من ان حضرتك مصنتش امي “
اسماعيل ” ايوة ارجوك سيبني اكمل “
حسام ” ماشي يا بابا اتفضل “
اسماعيل ” بعد جوازي من ناهد الله يرحمها بسنتين حملت و خلفت اختك فريدة و فضلنا عايشين عادي طول السنين اللي فاتت و ربنا اللي عالم اني مظلمتش امك الله يرحمها و لا ناهد و لا عمري فرقت في المعاملة بينك و بين اختك … من خمس سنين قبل موت امك بست شهور ناهد ربنا افتكرها حاولت كتير بعدها اني اعرفك على اختك فريدة بس امك كانت دايما تاجل الخطوة دي و بعد كدة امك ماتت و مجاتنيش الجراة اني اقول لك اللي حصل بس دلوقتي كان لازم تعرف كل حاجة “
حسام بقلة حيلة ممزوجة بصدمة و قد اخطلطت عليه مشاعر كثيرة رد على والده قائلا….
“و حضرتك عاوزني اعمل ايه دلوقتي ؟”
اسماعيل ” عاوزك تنفذ وصيتي و تحط اختك في عينيك اختك مكانش ليها حد غيري دلوقتي هي مالهاش حد غيرك …. اختك يا حسام امانة في رقبتك هي عرضك و شرفك صونها و احفظها …صونها و احفظها … صونها و احفظها ”
خرج حسام من باب الغرفة بناء على طلب والده و كانت الدموع تترقرق في عينيه و لكنها جامدة مثل الصخر و ترفض النزول ….و دخل الاطباء جلس حسام على الاريكة و اسند راسه على ظهرها ….و بعد دقائق قليلة ظهر احد الاطباء و وجهه في الارض قائلا ” البقاء لله يا حضرة الضابط “
نزلت دموع حسام من عينيه مثل الشلالات و كانت هذه المرة ترفض السكون و استعاد كل كلمة قالها له ابيه قبل موته ثم افاق على صوت الطبيب و هو يقول ” انا هكتب التقرير دلوقتي عشان اطلع تصريح الدفن “
اومأ حسام براسه ايجابا
فجأة يرن التليفون الخاص باسماعيل