موت والدها …… انتقالها لمنزله ……. معاملة اخيها لها …… حبيبة …. القبض عليها …… حنان ….. ثم معاملة جافة مرة اخرى …… الحلم ….. الجواب ……. اختطافها …… تهديدها ……. مجيئ حسام لانقاذها ……. ثم …… طلقة في جسد حسام ….
قامت و هي تصرخ لم يستطع عقلها التحمل اكثر من ذلك …. لم يستطع تحمل فكرة فقدانها لاخيها اخر من تبقى لها …..لم تستطع الغوص في ذكرياتها المؤلمة اكثر من ذلك قامت و هي تصرخ من الرعب و الخوف جرت اليها الممرضة التي مكثت معها في الغرفة ظلت فريدة تتحدث بصوت متقطف ” حســ..ام …. حســ..ام فين …جرى له ايــه “
الممرضة ” اخوكي كويس والله بس انتي اهدي ”
لكن فريدة لم تهدأ ظلت تصرخ الى ان اتى الطبيب حاول اعطائها مهدئ لكنها رفضت قائلة ” ارجوك يا دكتور انا مش ههدا الا لما اشوف حسام ارجوك خليني اشوفه “
الطبيب ” و الله يا بنتي هو كويس بس هو في الرعاية دلوقتي و ممنوع عنه الزيارة “
فريدة ببكاء ” بالله عليك هشوفه بس اطمن انه كويس “
الطبيب و قد شعر بالرأفة تجاهها “خلاص انا هخليكي تشوفيه بس اوعديني انك بعد كدة تاخدي الدوا و تريحي نفسك “
فريدة ” ماشي “
طلب الطبيب من الممرضة ان تجهز فريدة للدخول الى اخيها …..
دخلت فريدة الرعاية و نظرت الي السرير الذي يرقد به اخيها بلا حركة تجمعت الدموع داخل عينيها و كلما تقدمت خطوة زادت لمعة عينيها …. كانت تزيد من خوفها على اخيها …. تخاف ان تفقده ليس لها احد في الدنيا سواه …… ماذا اذا رحل مثل ما رحل ابويها ؟
جلست فريدة على الكرسي المقابل لسرير اخيها و امسكت يده و ظلت تبكي و هي تقول ” ليه يا حسام ؟… ليه عملت كدة ؟ مسيبتش الرصاصة تيجي فيا انا ليه ؟ كان زماني ارتحت انا مليش حد غيرك لو جرى لك حاجة انا هضيع ….. ليه عملت كدة ؟ انت ليك ناس بتحبك و خايفة عليك و يهمها انك تكون عايش …. لكن انا خلاص مش عايزة الدنيا دي اللي كل مدي بتثبت لي اني عايشة في غابة مش دنيا انا مش عارفة اعيش فيها و لا اتأقلم على الناس اللي فيها حاسه اني غريبة عنها …..
مسيبتنيش ليه اموت ؟ كنت ارتحت و ريحتك من حملي …..”
نطقت فريدة اخر كلماتها و ظلت تبكي …. هنا فتح حسام عينيه و قال بتعب ” عشان لو كنت سيبتك تموتي يا فريدة كان ساعتها المي هيبقي 100 اضعاف الالم اللي حاسس بيه دلوقتي …”
سكتت فريدة عن البكاء عندما سمعت صوت اخيها و نظرت له بفرحه و امتزجت دموعها بابتسامتها و قالت بفرح ” حسام … حمد الله عالسلامة “
حسام ببطء ” الله يسلمك يا فريدة … بس بالله عليكي بلاش عياط دموعك دي بتشيلني الذنب اكثر “
مسحت فريدة دموعها بظهر يدها كالاطفال و قامت و هي تقول ” حاضر مش هعيط تاني انا هروح اقول للدكتور انك فوقت “
هما مسك حسام يدها و قال ” استني يا فريدة “
وقفت و قالت ” ايه يا حسام ؟ “
قال بتردد ” فريدة انتي كويسة صح ؟ محدش فيهم عمل لك حاجة “
ابتسمت و قالت ” انا كويسة والله يا حسام ربنا نجاني الحمد لله سيبني بقا اروح انده للدكتور “
ذهبت فريدة لتحضر الطبيب و اغمض حسام عينه براحة و تمتم ” والله لانفذ وصيتك يا بابا … و فريدة هتكون في عنيا “
خرجت فريدة من الغرفة وجدت عمرو و شادي بانتظارها ….
سألها شادي بلهفة ” حسام فاق “
فريدة بانهاك ” ايوة و انا رايحة انادي الدكتور يشوفه “
عمرو ” الحمد لله “
شادي ” خليكي انتي و انا هروح للدكتور “
عمرو ” و انا هكلم ادهم اطمنه “
انتبهت فريدة على اسم ادهم و قالت ” ادهم اخو حبيبة ؟ “
عمرو ” ايوة هو “
فريدة ” و هو ايه علاقته بالموضوع “
عمرو ” انا شخصيا معرفش بس حصل موقف في الفيلا النهاردة الصبح هو اللي خلاني بقول لازم اكلمه “
فريدة ” موقف ايه “
استوقفهم قدوم شادي بالطبيب و دخل الطبيب عند حسام ….. و ذهب عمرو لمحادثة ادهم ….
” الحمد لله “
زفر بها ادهم و هو في غرفة زوجته بالمشفى “
قالت حبيبة ” خير يا ادهم ؟ “
ادهم ” الحمد لله حسام فاق “
تمكنت الفرحة من حبيبة لكنها حاولت اخفائها و قالت ” طب و فريدة عاملة ايه “
ادهم ” عمرو بيقول انها كويسة “
تمتمت ندى بخفوت بعد ان اسيقظت ” هو ايه اللي بيحصل “
ضحك كل من ادهم و حبيبة و قال ادهم ” ماشاء الله يا ندى ودنك تسمع دبة النملة انتي المفروض تشتغلي في المخابرات “
ذهب اليها و قبل راسها و قال ” حمدالله عالسلامة يا ام حمزة “
ابتسمت ندى بوهن ” اخيرا سي حمزة شرف … هو فين ؟ “
حبيبة ” حبيب عمتو في الحضانة شوية بس و هيجيبوه لك “
ندى ” بت يا حبيبة طلع شبه مين انا و لا ادهم “
حبيبة ” بت يا حبيبة ؟ متحترميني شوية ده انا اللي مجوزاكي اخويا “
ادهم ” مراتي حرة تقول اللي هي عاوزاه “
ندى ” حبيبي يا ادهومتي ربنا يخليك ليا “
حبيبة ” انتوا بتغنوا و تردوا على بعض كدة يا ندى ده انتي صاحبتي قبل ما تكوني مراته طب ايه رأيك بقى ان حمزة لا شبهك و لا شبه ادهم و شبهي انا ” و اخرجت لها لسانها بطفولة ….
في ذلك الوقت دخلت ام ندى ” حمد الله عالسلامة يا بنتي “
ادهم ” كنتي فين يا امي ؟ “
زينب ” كنت عند حمزة مش قادرة امشي من عنده خالص “
ندى ” حلو يا ماما ؟ “
زينب ” زي القمر يا حبيبتي و بعدين هيطلع وحش لمين انتي حلوة و ادهم حلو عالعموم الممرضة جايباه و جاية دلوقتي “
ادهم ” طب انا و حبيبة هنروح مشوار و احتمال نتأخر فيه لو احتاجتي حاجة يا امي كلميني “
زينب ” ماشي يا حبيبي “
هنا دخلت الممرضة تحمل ملاكهما الصغير قبل ادهم رأس الصغير و قال ” يلا يا حبيبة ” ثم اتجه الى زوجته و قال ” ندي حبيبتي عاوزة حاجة “
ندى ” ربنا يخليك … خلي بالك من نفسك بس اول ما ترجع تحكي لي كل حاجة “
ادهم ” ربنا يسهل يا ندى “
و اتجه خارجا هو و حبيبة حتي سألته ” هنروح لفريدة “
نظر لها بطرف عينيه و قال ” اه هنروح لفريدة و حسام “
لم تسطتع الرد حينها و فضلت السكوت ………
في المشفى الذي يقطن به حسام فحصه الطبيب قائلا ” لا ده انت ما شاء الله يا حضرة الضابط بطل “
حسام ” الحمد لله يا دكتور بس هخرج امتى “
الطبيب ” هو انت لحقت تزهق مننا و لا ايه عالعموم مش قبل اسبوع عشان نكون اطمنا عليك “
حسام ” طب و فريدة يا دكتور ايه اخبارها “
الطبيب ” الانسة فريدة كويسة جدا هي بس اول ما جت كان عندها انهيار عصبي حاد بس هبي دلوقتي كويسة “
خرج الطبيب و امر بنقل حسام الى غرفة عادية و عندما تم نقله سمح لاصدقاءه بالزيارة …
دخل عمرو و شادي و فريدة الي غرفة حسام ….. ظل الصمت سائدا عدة دقائق و حسام يرمق عمرو و شادي بنظرات نارية و كان كلاهما يعرف سبب هذه النظرات ……
“قالت فريدة كاسرة هذا السكون ” حسام ادهم و حبيبة جايين دلوقتي “
حسام ” ماشي يا فريدة …. ” ثم وجه انظاره الى صاحبيه قائلا ” ممكن اعرف انتوا ليه عملتوا كدة “
شادي بهدوء ” مكنش ينفع نسيبك تضيع مستقبلك يا حسام “
عمرو ” و بعدين خلاص الزفت الاسيوطي اتقبض عليه و الحمد لله الشحنة مدخلتش البلد و انت و فريدة الحمد لله بخير “
حسام ” و طبعا سيادة اللوا علي عارف الموضوع كله “
هنا دخل اللواء علي قائلا ” مكنش ينفع اسيب تلميذي يضيع مستقبله و في ايدي اني اساعده “
حاول حسام القيام لكن اللواء منعه قائلا ” زي ما انت …. حمد الله عالسلامة يا بطل ” ثم وجه انظاره الى فريدة قائلا ” اكيد انتي فريدة صح ؟”
فريدة ” ايوة انا “
علي ” حسام بيحبك اوي و كان هيضيع مستقبله عشانك “
حسام ” مليش غيرها يا فندم و ملهاش غيري “
على ” ربنا يخليكم لبعض ” و هم بالانصراف قائلا ” استئذن انا بقى و انت يا حسام اعتبر نفسك في اجازة لحد ما تقوم بالسلامة “
و قام عمرو و شادي و خرجوا معه …..
فريدة ” انت كويس يا حسام ؟ “
حسام ” متخافيش انا بس عايزك تروحي ترتاحي و ترجعي لدروسكو تنسي اللي حصل خالص و لا انتي ناسية يا هانم انك ثانوية عامة “
ضحكت فريدة قائلة ” لا مش ناسية بس انا مش همشي من هنا غير لما تكون معايا “
حسام ” ليه يا فريدة ؟”
التمعت عيناها بالدموع و قالت ” حسام انا خايفة “
حسام ” خايفة ؟ ليه خلاص اتقبض على جمال و محدش هيقدر يقرب منك تاني ….. صحيح انا عايز اعرف ازاي قدر انه يخطفك ؟ “
فريدة ” يومها بعد ما خرجت من الدرس في واحد جه قال لي انك عيان و في المستشفى و انك طلبت اني اروح لك على هناك روحت معاه بمجرد ما ركبت العربية ماحسيتش بحاجة غير لما فوقت في المكان اللي كنت فيه “
حسام ” و انتي يعني غبية يا فريدة معندكيش مخ تفكري اي حد يقول لك انه من طرفي يبقى تروحي معاه “
فريدة ” معرفش بقى يا حسام انا اول مرة اتحط في موقف كدة “
حسام ” خلاص حصل خير “
فريدة بمرح ” صحيح انت اخدتني في الكلام و نسيت اسألك انت تعرف ادهم اخو حبيبة منين “
حسام بابتسامة ” هو الموضوع وصل لك …..صحيح هم اتأخروا ليه ؟ “
فريدة ” حسام متووهش….. هم متأخروش دي سكة سفر ….. تعرفه منين “
حسام ” ايه انت مش عايزة حبيبة تبقى مرات اخوكي و لا ايه ؟ “
جحظت اعين فريدة من المفاجأة و قالت بفرح شديد ” حسام انت بتتكلم جد … طب ازاي ؟ …. و امتي ؟ ….. و هي عرفت و لا لا ؟ ….و ..”
قاطعها حسام قائلا ” بسسسس ايه كل ده اولا هي لسه متعرفش حاجة عن الموضوع الا لو كان ادهم قال لها بس معتقدش ادهم قدر انه يقول لها ….ثا …”
قاطعته فريدة قائلة ” و انت تعرف ادهم منين اصلا ”
حسام ” ما هو لو كان صبر القاتل عالمقتول …كنت لسه هقول لك ثانيا ادهم صاحبي من حضانة لحد ثانوية عامة “
فريدة ” ايه ده بجد طب والله كويس “
حسام ” قولي لي بقى ايه رايك في المفاجأة دي ؟ “
فريدة ” احلى خبر في الدنيا والله مش هتلاقي زي حبيبة … بس …”
حسام بثقة ” قصدك بيري ؟ “
تعجبت فريدة ” عرفت منين اللي اقصده “
حسام ” يا بنتي اخوكي ضابط طبيعي يعني “
فريدة ” طب بالنسبة لبيري ؟ “
حسام بشرود ” حكايتي انا و بيري انتهت قبل ما تبتدي “
فريدة ” عروستي …. مش فاهمة حاجة “
حسام ” انا كنت ناوي اسيب بيري من قبل ما بابا يتوفى و كنت عارف انها مش بتحبني من الاول بس ظروف وفاة بابا و بعدين المشاكل اللي حصلت خليتني أاجل الخطوة دي لحد ما اول امبارح خلصت معاها كل حاجة “
فريدة ” طب و حبيبة ازاي و امتى “
حسام بمكر ” اظن هي اول واحدة المفروض تعرف الموضوع ده “
فريدة بتأفف ” ماشي يا حسام خليك فاكرها “
حسام ” ههههههه هكلم السواق يجي ياخدك عشان تروحي تريحي و تشوفي مذاكرتك مش هتنازل عن فنون جميلة “
فريدة ” و انت عرفت منين اني عايزة فنون جميلة “
حسام ” اوضتك اللي كلها رسم مشفتش في جماله و ذوقك في اللبس كل ده خلاني اقول انك يأما هتخشي فنون جميلة او هندسة ديكور بس استبعدت هندسة ديكور خالص ”
فريدة ” انا همشي بس اما تيجي حبيبة عاوزة اشوفها اوي “
هنا طرق الباب و دخل منه ادهم قائلا بمرح ” هتفضل مدوخني وراك مرة حادثة و مرة ضرب نار