التقشف للجميع
بقلم/ نجلاء الراوي عبد الكريم
رغم معاناة الشعب فى ظل الظروف الإقتصادية الحالية ، تقدمت الحكومة منذ فترة بقانون زيادة رواتب الوزراء والمحافظين ونوابهم ، وكأن الحكومة تعيش بمعزل عن معاناة الشعب ، ولا تعرف ما بات يعانيه من مشاكل وأزمات متلاحقة بين إرتفاع شديد فى الأسعار لا يعرف التوقف ، وليست زيادة فقط أيضاً عدم توافر بعض من السلع الغذائية الضرورية، ونقص كبير فى الأدوية وزيادة أسعارها التى أرتفعت بشكل جنونى و لا ترحم ألالم المرضى ، وحدث ولا حرج فى إرتفاع أسعار كافة شيئ ، حالة من التقشف يعيشها حالياً الغالبية العظمى من فئات الشعب المصرى ، وحالة التقشف هذه للطبقة المتوسطة ، فما بالنا بالطبقة التى تقع تحت خط الفقر فهم أصبحوا تحت خطى الفقر والموت معاً، فى ظل قرارات الحكومة بفرض الضرائب وتعويم الجنيه الذى أدى للقفز المستمر فى الأسعار ، هل سياسة التقشف يجب أن يعيشها الشعب وحده دون مشاركة الحكومة معه فى التقشف !
وكم طالبت الحكومة من الشعب التقشف وترشيد الإنفاق، فالحكومة من الشعب ويجب أن تشارك فى معاناته وأزماته، وقد أعتبر عدداً كبير من النواب أن الحكومة بهذا القانون تستفز الشعب فى وقت حرج وأنه الوقت الخاطئ ، هذا من جانب عدداً من النواب داخل مجلس الشعب ، ولما لا يقوم المجلس بسحب الثقة من الحكومة التى يتسأل الجميع أين هى من معاناة الشعب والأزمات التى يعيشها بشكل يومى، وأين هى من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعمل على تخفيف أعباء المواطن وضبط الأسعار ، فالحكومة تعمل بمعزل عن الرئيس وعن معاناة الشعب ، فكيف لها أن تتقدم بقانون كهذا والأولى لها العمل على الإصلاح الأقتصادى ،ومحاربة إحتكار وجشع التجار ،ومحاربة الغلاءو حل الأزمات الطاحنة التى بات يعانيها الشعب، وعلى وجه الخصوص الفقراء، وتوفير السلع الأساسية وفرض رقابة على الأسواق لضبط حقيقى للأسعار .
ورغم كل ذلك تتقدم بقانون” زيادة إستفزاز الشعب ” هكذا يجب أن يسمى هذا القانون ،الحكومة تدرك جيداً الوضع الإقتصادى الحرج وأن موازنة الدولة لا تتحمل أعباء جديدة ،وأن هذا القانون لو تم إقراره سيتسبب فى غضب وسخط من الشعب، خاصتاً بعد كل الازمات التى تسببت فيها ، هناك تناقض بين دور الحكومةالموكله به، من القضاء على الأزمات و العمل لصالح البلد والشعب، وبين دور القوات المسلحة الفعال فى محاربة إرتفاع الأسعار بالمشاركة بسيارات تابعة لها محملة بالمواد الغذائية، و تقوم بتوزيعها بنصف السعر ، وإزدحام كثير من المواطنين حولها، بعد ما أصبح ليس بمقدورهم توفير معظم السلع لأرتفاع أسعارها فى الأسواق، وتجدهم سعداء رغم الطوابير و شدة التزاحم ، فقد أستطاعوا الحصول على إحتياجاتهم الغذائية بسعر منخفض يصل النصف ،قواتنا المسلحة ودورها العظيم المشرف فى كل شأن تشعر بالمواطن ، وتحاول تخفيف العبء عن كاهله والمساهمة فى حل الأزمات المختلفة، الحكومة وسط الكم الهائل من الضغوط التى تسببت فيها للشعب تنتظر زيادة الرواتب !! الخطوة التى ينتظرها الشعب من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي هى إقالة الحكومة عن بكرة أبيها، وليس تعديلاً وزارياً، فقد أصبح يقتصر دورها على إدارة صُنع الأزمات