الإعلام وبناء الأمم
دكتورة / سامية أبو النصر
سررت حقا بدعوتى لحضور مؤتمر الإعلام والتنمية المستدامة للمجتمعات العربية تحديات الواقع وتطلعات المستقبل، الذى نظمته أكاديمية الشروق، برعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى.
حضر المؤتمر الأستاذ محمد فريد خميس مؤسس أكاديمية الشروق “رئيس المؤتمر”، واللواء دكتور أحمد عبدالرحيم رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، والدكتورة هويدا مصطفى عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بالأكاديمية، والمستشار فوزى الغويل ممثلا عن الدكتورة هيفاء أبو غزالة رئيس قطاع الإعلام والإتصال بجامعة الدول العربية، والمستشار أول ندى العجيزى مديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولى بجامعة الدول العربية، ولفيف من أساتذة الإعلام في الجامعات المصرية.
الحقيقة أن هناك تحديات كثيرة تواجه الإعلام المصرى والعربى سلط عليها الضوء هذا المؤتمر وأكد على أهمية دور الإعلام فى تحقيق التنمية المستدامة وطالب المشاركون بأهمية الموضوعية وتحرى الدقة ونبذ الخلافات على الشاشة فلا يعقل أن تصبح قنواتنا المصرية وسيلة للتراشق والكيل بين الإعلاميين.
حيث أكد، محمد فريد خميس رئيس المؤتمر، علي أهمية الإعلام في بناء الأمة كما اجمع المشاركون أن غياب الرؤية السياسية تؤثر على الإعلام بشكل كبير.
وأوضحت د.هبه شاهين أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة عين شمس، ان وظائف الإعلام هى التعليم والتثقيف والتنشئة الاجتماعية والتثقيف والإعلام كان يطلق عليه الدبلوماسية الناعمة وأكدت على أهمية دور المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام سواء الحكومى أو الخاص ويجب ان يمارس كلا منهما دوره فى تنمية المجتمع وأن تفرض على القنوات الخاصة حتى لا يكون الربح هو الأساس كما يجب ألا ننظر للإعلام الحكومى من منطلق الربح والخسارة فقط.
وأشارت شاهين إلى أن العملية الإعلامية تحتاج الى قائم بالاتصال جيد ويحتاج إعلاميين و إمكانيات جيدة وكذلك أهمية الشفافية وحرية تداول المعلومات.
وفى ختام المؤتمر ، تم إصدار ثلاث أقسام من التوصيات ألا وهي :
– توصيات موجهة لصانعي القرار وتشمل :
إعتبار التخطيط للتنمية مشروعا قوميا تحشد له الجهود على كافة المستويات ، وتقديم الدعم المادي والمعلوماتي للباحثين وتسهيل اجراءات الحصول على المعلومات ، وإستغلال طاقات الشباب الجامعي لمحو الأمية في مجتمعاتهم ، وإقامة مكاتب لمحو أمية المرأة بجوار المراكز الطبية بالقري ، وخلق مناخ إستثماري مناسب يسهم في إنجاز المشروعات التنموية ، وتوفير البيئة الملائمة للإعلام ليقوم بالدور التنموي الهادف ، وتوجيه مراكز الشباب في المحافظات لدمج الشباب في عملية التنمية المستدامة مع نشر ثقافة الفكر التنموي في المجتمعات المحلي.
– توصيات موجهة لوسائل الإعلام :
توظيف البرامج الإذاعية والتليفزيونية في نشر مفهوم التنمية المستدامة، ومساندة الإعلام المصري بجناحيه الحكومي والخاص في إدارة الاقتصاد القومي، وقيام الهيئات الإعلامية الجديدة بضبط المشهد الإعلامي، وتنظيم دورات تدريبية بهدف الارتقاء بالمستوى المهني للإعلاميين فى المجالات المسموعة والمرئية والمقروءة والألكترونية.
– توصيات موجهة للمؤسسات الأكاديمية :
ربط الأجندة البحثية للجامعات بالخطة التنموية للدولة ، وتبني أجندة بحثية جديدة تتناول دور وسائل الإعلام في تشكيل مجتمع المعرفة، ودراسة دور الإعلام التقلديدي والبديل في معالجة قضايا التنمية، وإستخدام مناهج بحثية وأدوات جمع بيانات حديثة في مجال دراسات وبحوث الإعلام التنموي، وتأهيل وتدريب دارسي وخريجي الإعلام على مفهوم الإعلام التنموي، وإنشاء مراكز بحثية قومية تهتم ببحوث قضايا الإعلام التنموي، بالإضافة إلى الأتفاق على مدونة سلوك لضبط الممارسة الاعلامية للإعلاميين في تغطيتهم للقضايا التنموية.
وأخيرا لنتذكر مقولة هتلر فى كتابه “كفاحى” الإعلام يستطيع أن يبنى أمة أو يهدم أمة …
فلنجعل من إعلامنا سواء العام أو الخاص وسيلة لبناء أمتنا ورفعتها لا لهدمها وتدميرها خاصة أن فى هذا العصر الذى نحياه أصبحت وسائل الإعلام المختلفة من اعتى الأسلحة وأثقلها وأكثرها تدمير