كتب / خطاب معوض خطاب
بطل موقعة السبت الحزين …لواء أركان حرب دكتور عبد الحميد خليفة …
ولد 9 نوفمبر 1947م في قرية روافع القصير بمحافظة سوهاج و هو واحد من تلامذة اللواء جلال محمود فهمي الهريدي مؤسس سلاح الصاعقة المصرى ، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية و حاصل على دكتوراه في القانون الدولي من جامعة الأمم المتحدة و حصل على 11 وساما عسكريا أعلاها وسام نجمة الشرف العسكرية .
أثناء حرب الإستنزاف قاد عمليتين مميزتين بشهادة المحللين و الخبراء العسكريين المحليين و العالميين كانت إحداهما الرد بقسوة على العدو الغاشم الذي ضرب بالطيران مدرسة بحر البقر الإبتدائية حيث قاد البطل عبد الحميد خليفة مجموعة من الأبطال و تم تدمير دبابتين و قتل 10 جنود و صف و ضابط من الأعداء ثم العملية التى أبكت اسرائيل فعلا و جعلت ذلك اليوم يوم حداد في كل بيت إسرائيلى ليذوقوا من نيران ما فعلوه في أبنائنا الأبرياء
و جعلت هذا اليوم حزينا فعلا وهو يوم راحتهم و هو حديث التخرج و سماها الإسرائيليون بعملية ( السبت الحزين ) لفداحة الخسار اليهودية كان من نتائج هذة العملية أن طلبت أسرائيل بوساطة أمريكية وقف القتال .
تفاصيل موقعة السبت الحزين :
تم تشكيل مجموعتين من القوات المسلحة للقيام بعملية تكبد الإسرائيليين خسائر فادحة ( من الصاعقة و المشاة ) عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/30 مايو و كانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من 10 صف ضابط و جندي بقيادة ملازم عبد الحميد خليفة و ملازم محمد التميمي (اللواء محمد التميمي بارك الله في عمره) و كانت مجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب شعبان حلاوة و كان كمين الصاعقة قد تمركز في منطقة شمال مدينة القنطرة بينما تمركز كمين المشاة في جنوب رأس العش و اتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء و التمويه الجيد و في العاشرة صباح اليوم التالي علمنا من خلال عناصر الإستطلاع
و المراقبة المصرية أن هناك قول إسرائيلي متجه من القنطرة شمالا إلى رأس العش و هو مكون من 4 دبابات و 4 مدرعات و صدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع القول و هو متحرك شمالا و إنما ينتظره و هو في طريق عودته بينما صدرت الأوامر لكمين المشاة بالإشتباك مع القول و بالفعل مر القول أمام كمين الصاعقة و لم يكتشفهم
و وصل القول الساعة 111 صباحا فقابله كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل و جرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره و عادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقعا إسرائيليا قريبا بدأ قصفا شديدا على موقع الدورية بالإضافة إلى وصول طيران العدو
و وصل القول الساعة 111 صباحا فقابله كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل و جرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره و عادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقعا إسرائيليا قريبا بدأ قصفا شديدا على موقع الدورية بالإضافة إلى وصول طيران العدو
مما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء و الاختباء في السواتر و الحفر و في السابعة مساء وصل كل أفراد المجموعة سالمين و معهم شاويش المظلات الأسير و أعاد العدو تنظيم القول للعودة و فى السابعة مساء كان القول مكون من 3 عربات مدرعة محملة بجنود المظلات و وصل أمام كمين الصاعقة و كانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي الذي عليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة و عند التنفيذ طاشت أول قذيفة منه و كان هذا الخطأ من الممكن أن يؤدي إلى كشف موقع الكمين فانطلق الرقيب يوسف مندفعا حتى أصبح على مسافة 100 متر فقط من العربة الأولى و أطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها تماما و تبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم على العربة الثانية و الثالثة فقتل و جرح كل من فيها عدا الرقيب (يائير دورى تسيفى) الذي استسلم بعد مقاومة إلا أنه أثناء العودة فـر مرة أخرى محاولا الهروب لكن الجندي (خليفة متري ميخائيل)
لحق به و دار بينهما قتال فردي بالأيدي استمات فيه الجندي خليفة حتى تمكن من السيطرة عليه و العودة به إلى الضفة الغربية و قد قام الملازم محمد التميمي بحمل الأسير و سبح به الي الشط الاخر لقناة السويس و بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيلا بخلاف الجرحى و الأسرى بينما ادعت إسرائيل أن قتلاها لم يزد عددهم عن 18 قتيلا لكن بعدها ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000 رطل لمدة سبعة أيام مما نتج عنه تدمير في طريق بورسعيد و الترعة الحلوة و بعض المنشآت المدنية لكن و الحمد لله كانت الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ و الحفر البرميلية التي قللت كثيرا من تأثير القنابل عليهم .
في إطار الإستعداد للقيام بحرب أكتوبر استدعى الرئيس الراحل محمد أنور السادات كبار قادة القوات المسلحة و الضباط المميزين و منهم البطل (عبد الحميد خليفة ) و اجتمع معهم حيث طلب من البطل التحدث عن تجاربه في حرب الإستنزاف مع العدو الصهيوني و حجم الخسائر التي كبدها لهم بالأسلحة التقليدية و كان تعليق الرئيس السادات على كلامه أن أكد للقادة الكبار حتمية الحرب بالإعتماد على الله أولا ثم على الأبطال من الضباط من الصف و الجنود أمثال ( ابنى عبد الحميد خليفة ) هكذا قالها السادات .
و في حرب أكتوبر تم تكليف البطل عبد الحميد خليفة بقيادة مجموعة من الصاعقة بعمليات داخل سيناء بعمق 250 كليو متر خلف خطوط العدو لقطع الامدادات عنه و تحقبق أكبر قدر من الخسائر في المعدات و الأفراد و السلاح و إرباك القيادة الإسرائيلية و حجز الإحتياطيات في الجنوب و منعها من الوصول لأرض المعركة و كانت المدة المكلف بها الأبطال أسبوعا واحدا فقط لكن ظل الأبطال 7 شهور كاملة أكثر من 200 يوم حيث استمر البطل فى القتال هو و مجموعتة فى العديد من الأماكن و تدمير الآليات و المدرعات و قتل الأفراد فى مناطق ( وادى بعبع و أبورديس و أبوزنيمة و غرندل ) .
البطل لواء أ.ح دكتور عبدالحميد خليفة بكل تواضع و نكران للذات يقول لا يمكن أن أنسى دور كل من شاركني هذه الأعمال البطولية مثل اللواء محمد التهامي و الجندي عبد الرؤوف جمعة عمران الذي أصيب إصابات بالغة و قاتلة إثر إصابته بدفعة رشاش لكنه ضرب أعظم المثل في التضحية و الفداء و نحن خلف خطوط العدو و طلب مني أن أقتله و أدفنه حتى لا يكون عائقا أمامنا و لكي لا يعطلنا عن التحرك وسط مطاردة الأعداء لنا ( و هو لم يطلب ذلك جبنا أو يأسا بل تضحية بالنفس من أجلنا ) لكنني رفضت و تمسكت بوجوده بيننا و بالفعل من الله عليه بالشفاء بعد ذلك من إصاباته فيما يشبه المعجزة .
كما قال : أيضا لا يفوتني الإشادة و التنويه بفضل و بدور أهالي جنوب سيناء الوطنيين أثناء وجودنا خلف خطوط العدو حيث أننا بدونهم لم نكن لنفعل شيئا فلقد ساعدونا في التخفي و كانوا يمدوننا بالطعام و المياه دون مقابل في نفس الوقت الذي كان الإسرائيليون يعرضون عليهم الأموال الكثيرة لو أرشدوا عنا و كانوا يهدونهم بقتل أولادهم و نسائهم لو ثبت لهم أنهم يساعدوننا لكنهم لم يستجيبوا لترغيب أو يهابوا من ترهيب بل ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية و الفداء و التضحية .