خطاب معوض خطاب يكتب
أصل الحكاية …
الاسم و المعنى ..
تنتشر كثير من الألفاظ على ألسنتنا دون أن نعرف معناها و دون أن ندري أن هذه الألفاظ لها أصل تاريخي و من هذه الألفاظ كلمة ( يا خراشي ) فهل سألنا أنفسنا عن معناها و عن المناسبة التى قيلت فيها هذه الكلمة لأول مرة و التي أصبحت من وقتها منتشرة و ملازمة لنا كمصريين دونا عن سائر البلدان !؟
الخراشي هو الإمام الشيخ أبو عبدالله محمد بن جمال الدين عبدالله بن علي الخراشي المالكي ولد سنة 1601م و سمي بالخراشي نسبة لقريته ( أبو خراش ) مركز شبراخيت محافظة البحيرة و تم اختياره ليكون أول شيخ للأزهر الشريف سنة 1656م و ذلك بعدما أصدر السلطان العثماني فرمانا بأن يكون للأزهر الشريف شيخ و إمام أكبر يتولى الإشراف على شئون الأزهر الدينية و الإدارية يختاره العلماء من بينهم .
كان الشيخ الخراشي مشهورا بالعلم و الفقه حيث كان حجة في الفقه المالكي كما اشتهر بالتقوى و الورع و كان دائما يتقرب إلى الله بالعلم و خدمة الدين و كان ينتصر للحق و لا يخاف الظلم و لا الظالم مهما كانت قوته لذلك كانت إستغاثة ضعفاء المصريين و قولهم ( يا خراشي ) هى النداء الشعبى للشيخ وقتها كي ينصرهم و يرفع الظلم الواقع عليهم من الحكام و من الجائرين عليهم ، فبمجرد النداء عليه بكلمة ( يا خراشى ) كان يهب لنجدة المستغيث به و الإتيان له بحقه ممن ظلمه و في ذلك دلالة على قوة الجامع الأزهر و شيخه و مكانتهما في ذلك الوقت .
تلقى الشيخ الخراشي العلم على يد نخبة من العلماء و الأعلام منهم والده الشيخ جمال الدين عبدالله بن علي الخراشي و المشايخ ( اللقاني و الأجهوري و الشامي و غيرهم ) كما درس العلوم الدينية و اللغوية و التاريخ و درس علوم السيرة و العلوم النقلية كالمنطق و علم الكلام و كان من تلاميذه بعض شيوخ الأزهر الذين تولوا المنصب مثل الشيخ عبدالباقي القليني و الشيخ إبراهيم موسى الفيومي .
الشيخ الخراشي عالم كبير كان يوصف بأنه واسع العلم متنوع الثقافة خاصة في تفسير القرآن الكريم و الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس و من كتبه و مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة الإسلامية : ( رسالة في البسملة و الشرح الكبير على متن خليل في فقه المالكية في ثمانية مجلدات و منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة و الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية و الأنوار القدسية في الفرائد الخراشية ) .
عاش الشيخ الخراشي حياته معروفا بالتواضع و دماثة الخلق و كرم النفس مع الزهد و التقشف حتى توفي سنة 1690م و دفن مع والده وسط قرافة المجاورين .
المصادر :
جريدة روز اليوسف 26 يوليو 2013م .
جريدة الشرق الأوسط العدد 11420 .
جريدة الأهرام 16 يوليو 20133م .