شعر وحكاياتعام
لقاء
قصة قصيرة
بقلم: احمد والي
سمع صوت زقزقة العصافير المنبعثة من خارج حجرته. المطلة على الشارع العام في المنطقة التي يقطن بها
فقام يفتح النافذة على مصراعيها
فوجد الشمس وقد ارسلت خيوطها الحريرية لتداعب
أرجاء الكون
يتنفس الصعداء
فقد كان اليوم السابق مملا. يسير كالسلحفاة
بينما هو يسابق الزمن ويجري هنا وهناك تحت حرارة الشمس الحارقة
وهناك أبواب مغلقة على اصحابها
لا تعرف إلا طريق المتنزهات وشواطئ البحار
هو
يقطن بأحد المدن التي تطل على الطريق الزراعي الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية
عرف عنه نشاطه المتجدد
في كافة المجالات التي تخص عمله واشتهر بأنه صاحب الطاقات الايجابيه التي يبث من خلالها الأمل وينشر الحب والسلام في ربوع الدنيا كلها
هاهو قد بدأ عامه التاسع والثلاثون
وها هو الآن وقد أصبح نجما لامعا يتردد اسمه في محافل. كثيرة واصبح محط أنظار واهتمام جمهوره ومحبيه في أرجاء المعمورة
دق جرس جواله المحمول معلنا الساعة السادسة والنصف صباحا…. موعد تناول الشاي المفضل له
فقام و
احتسي كوبا من الشاي
وخطوط الدخان تتطاير من فنجانه. تتعرج وتتمايل في منظر بديع ورائحة شاي العصاري تطغي على المكان
كما غطي الضباب الخارج من فنجانه. كل أرجاء الحجرة
راح يرسم قلوبا متعامدة.في سطح هذا الضباب
ليتذكر على الفور جملة قد آسرت. وجدانه منذ زمن ليس ببعيد
فقام يردد الحب يحيا والمواجع. تحتضر
زاغت. عينيه من فرط الطاقة الإيجابية التي اكتسبها في هذا الصباح
ويمر شريط حياته أمامه في لحظة
يبتسم تارة… ثم يعود وجهه اسمرا. شحيبا لما ال إليه حال الايام….. ثم يتذكر صديقه وليد الذي لم يره منذ عدة أشهر
على الفور تحرك لعابه. على أن تكون وجبة الغداء لهذا اليوم
حيث أن صديقه وليد هذا يعمل تاجرا كبيرا في تصدير لحوم الدواجن
وليد عرف عنه بخفة ظله اللامتناهية… أو كما يقال عنه أنه ابن نكته
اكمل احتساء فنجان شاي العصاري وبداخله. طاقة إيجابية كبيرة….. خرج من غرفته يرتدي بدلة التدريب الخاصة بتدريبات لياقته البدنية وحذاءا. من ماركة تشير إلى علامة التصحيح
وبعد أقل من عشرةثوان كان أسفل العمارة التي يقطن بها
يسرح بخياله….. إلى فترة الثمانينيات حتى نهاية التسعينات
ايام الزمن الجميل في حياته
ليتذكر بنت الجيران
انتابته ضحكة هيستيريه
كانت بنت الجيران قد تم خطبتها لأمجد. عامل النظافة
الذي يسكن بنفس المنطقة
ذهب أمجد إلى خطيبته في زيارة إليها بعد خطبتها بأربعة أشهر
وكانت كل الظروف مهيئة. لأمجد هذه المرة…. راح الجميع يردد يا حظك السعيد يا امجد
بعد صلاة العشاء مباشرة يجهز أمجد نفسه ويحلق. شاربه
ليكون في أبهى حالاته. في هذا اليوم
يذهب أمجد متوجها إلى بيتها متوجسا. خيفة من امره
حيث انه قد وضع كولونيا الخمس خمسات التي كانت عبير هذا العصر لسنوات عديدة
يطرق الباب
تخرج إليه بنت الجيران وقد ارتدت له ثيابا. شفافة
واصفة واكتحلت. عينيها وظهر بريق عينيها الساحر
الذي أشعل النيران داخل احشاء. امجد
وإذا به عندما رآها تلعثمت. الكلمات في فمه
وتمتم. بلغة غير مفهومة.. وصوته منخفض جدا وكأنه صرير مفتاح لأحد سارقي. الفيلات القديمة في حي المعادي بقاهرة. المعز
يأخذ أمجد نفسا عميقا ثم يسألها
هل امك موجودة داخل المنزل
تجيب العروس بلهفة وفرح…… متلعثمة. هي الأخرى
لالالالا مش موجودة
تزيغ عينيه من فرط اللهفة
والحنين
فطالما طال الانتظار لهذه اللحظة الحاسمة
يردد أمجد على مسامعها. السؤال مرة أخرى
هل أباك متواجد بالداخل
ترد في لهفة… لالالا
وامجد. ينتابه. القلق وتزداد ضربات قلبه
هي اللحظة التي انتظرتها كثيرا
تغمض بنت الجيران عينيها أمام أمجد متأهبة إلى عناااق. طويل
يغمض هو الآخر عينيه
ويدير ظهره إليها
ليلقي السلام
ويعم السكون أرجاء الكون الفسيح
بقلمي
مهندس. أحمد والي
مدير قسم الأدب والشعر
علا السنجري