مدير قسم الادب والشعر
علا السنجري
بيت فارغ وبارد ، يجلس فوق كرسيه الهزاز ، ينظر للجدران ، دقات الساعة ترعبه ، مرت الثواني دون وجودها ، كم مرة هددته بالرحيل ولَم تفعل ، لكن هذه المرة غير ، لم يصدق نفسه وهي تحمل حقيبتها وتغلق الباب خلفها ، تاركة عذابها يؤلمه .
ندم ، لم يعد يفيد ، بل يزيد احساسه بالحقارة ، توالت امام عينيه صور و مواقف ، تفانيها في إسعاده و إصراره على تعاستها ، كلمات قاسية يقابل بها جميلها ، حتى نظرة عرفان لم تراها ، رغم التحدي للجميع لانجاح زواجهم .
يُنظر إلى زجاجة النبيذ التى أفقدته توازنه ولَم تفقده احساسه بالإلم ، باكيا ، غاضبا ، لن تعيدها توسلاته ، لن تفلح محاولات تذكيرها بلحظات لقائهم الاولى ، لم يكن في حسبانه رحيلها ، فهي لا ترى رجل سواه ، حب عمرها ، ليس لها أحد سواه ، يتيمة الأبوين ، تمسكت به رغم قسوته .
ضاقت عليه الاتجاهات الاربعة في الغرفة ، كل شئ مهمل ، يحاول لملمة الشظايا الناجية
من حبل الوريد المربوط في تجويف قفصه الصدري برائحة عطرها ، وطيفها الرقيق ، أشيائها النسائية التي جاهدت كي يراها ولَم يهتم .
يحاول البقاء ، يعد الطعام لشخصين ، ربما تفاجئه بعودتها ، لكنه يغفو وحيدا ، على دموع ندم وحنين .