بقلم وفاء العشرى
*أصدرالرئيس الأمريكى ترامب قرار بنقل السفاره الأمريكيه الى القدس والأعتراف بها عاصمه أبديه للكيان الصهيوني ..لم يكن مفاجأه .
ترامب يدرك أن الحكام العرب لايهمهم غير الحفاظ علي كراسيهم ..وأنهم علي أستعداد لنسيان أو تناسي موقفه العلنى الواضح من الأسلام والمسلمين …وحقوق العرب والقدس فتنافس الكل علي أرضائه .
وفي أعتقادي أن ترامب لم يكن يجروأ علي أتخاذ هذه الخطوه التي لم يجروأ أي رئيس أمريكى سابق على القيام بها ..وذلك لتيقنه من غياب أى رد فعل عربى مؤثر تجاه بلاده.. فقد نجحت جهود تهيئة الأجواء …لأنشاء شرق أوسط جديد…وأن القضيه الفلسطينيه ومستقبل القدس غير ذات أهميه …وأن فلسطين لم تعد قضيتك الأولى ولا الثانيه.. وأن أسرائيل ليست كياناً محتلاً غاصباً ….فهى دول صديقه هي أقرب اليك من بنى دينك أو وطنك ..وأن الخطر الوحيد على العالم العربى هو أيران ….وهم يتحدثون عن صفقة القرن لحل قضية فلسطين …لكن تفاصيل الصفقه لا يعلمها الا تجارها وحراس ذلك السجن الذى تقبع فيه …ولا يصلك منها الا قرار رئيس أمريكا بنقل سفارة بلاده إلى القدس….فما على المواطن العربى إلا أن يدبر تفاصيل حياته اليوميه بكل همومها وصعوباتها ..كى يعود فى المساء ليتابع عبر ما يأتيه البرامج الموجهه ذات الصوت الواحد .
*المفارقه المأسويه فى رد الفعل العربى على القرار الأمريكى ..هى أن القاده العرب لم يعودوا حتى قادرين على الشجب والأدانه الذى كنا نسخر منه سابقاً …وهكذا وصلنا الى مرحلة صار فيها الشجب مطلباً عزيز المنال ….كما كان مشهد وزراء الخارجيه العرب الذين أجتمعوا فى القاهره مثير للشفقه فالعديد من هؤلاء الوزراء يعلمون يقياً أن خطوة أعلان القدس عاصمه للكيان الصهيونى هو جزء من مشروع أو صفقه القرن …وأن بلادهم متورطه فيها ..حتي ولو بالصمت العاجز قليل الحيله.. وأن بداية هذه الصفقه بالقدس التي تحتل مكانه كبيره فى وجدان المواطنين العرب مسلمين ومسيحين.. وذلك مقصود حتى يهيئ الوضع للمواطن العربى بتقبل أى تنازل مستقبلاً عن أى أرض عربيه أخرى .
*الذي يجعلنا نحمل الحكام العرب كل المسؤليه على صدور القرار الأمريكى بشأن القدس …هو رد فعلهم المتخاذل …برغم أمتلاكهم لأوراق ضغط.. لايردون أن يستعملوها ضد الأداره الأمريكيه …فكان الشعب العريى يأمل ويحلم أن ينتفض حكامه ويقرروا على وجه السرعه عقد قمه عربيه تصدر قرارات …منها وقف أى تعامل رسمى أو غير رسمى مع الكيان الصيهوني.. وأسدعاء السفراء العرب والمسلمين فى الولايات المتحده لعدة أيام وقد تمتد لأسابيع .
وقف شراء أى أسلحه من الولايات المتحده والتعامل مع دول أخرى مثل فرنسا والصين والمانيا وقف الأستثمار مستقبلاً فى الولايات المتحده وتوجيهها الى باقي الدول العربيه ..التمهيد لسحب الأموال الخليجيه فى البنوك الأمريكيه تدريجياً..
قطع العلاقات مع أى دوله أخرى تنقل سفارتها الى القدس ..أعلان المصالحه العربيه العربيه ..التواصل لحل الصراع اليمنى والسورى حل سلمي.. لو كنا نستطيع أتخاذ مثل هذه القرارات لما جرئ السمسار الأمريكى على أتخاذ مثل هذا القرار ..ولكن للأسف لدينا حكام لا يدركون أن رهانهم الحقيقى يجب أن يكون على شعوبهم ..ولكنهم يولون وجوهم شطر أمريكا وكأن شمس ملكهم تشرق من هناك.
*الأعتراف الأمريكي بالقدس عاصمه لأسرائيل أثبت فشل كامل لأمه أنشغلت فى صراعاتها الداخليه …حتى ضعف وزنها الدولى كما أنه حصيلة واقع عربى مهزوم.. غير قادر على الفعل ولا البناء فى الداخل والمواجه فى الخارج .
*أخيراً يبقى الرهان دائماً وابداً على الشعب الفلسطيني المناضل… شعب الجبارين… حتى ولو خرج العرب من المعادله مؤقتاً …فأن الشعب الفسطينى لم ولن يتخلى عن قضيته فهم يخضون معركتهم على أكثر من جبهه هذه المره …على جبهه عدوهم التقليدى الصهيونى وعلى جبهة بعض الأشقاء من دعاة الهزيمه الذين يسعون لتثبيت عروشهم على حساب الحق الفلسطينى والأرض الفلسطينيه والشعب الفلسطيني .
*فهم ليس فى حاجه الى متطوعين أو جيوش عربيه …بقدر الى أنهم في حاجه الى دعم عربى حتى ولو معنوى ..هم يستطيعون أن بنتصروا فى معركتهم أذا وجدوا دعم عربى حقيقي .
.*ولاينكر ألا جاحد أو مغيب حجم التضيحات والشهداء الذى قدمه الشعب الفلسطينى للدفاع عن أرضه ومازال يقدم زهرة شبابه فى معركه غير متكافئه .
*ولكن الله معهم….وسوف ينتصرون
وستظل القدس عربيه.
____________