إعداد ملكة الأحلام صوفيا زاده
فهم لهم اقاويل كثيرة منكرة في هذا الموضوع ، وسبب ذلك أنهم حاولوا الوقوف على حقائق لا تدرك بالعقل الذي يحتكمون إليه في هذا الجانب وجوانب أخري كثيرة ، كما أنهم لا يؤمنون ولايصدقون بالوحي ولا السمع ، ولذلك اضطربت أقوالهم ، فمن ينتمي إلي الطب ينسب جميع الرؤيا إلي الاخلاط الأربعة وهي : ( البلغم – الصفراء – الدم – السوداء)
مثلا يقولون :
من يغلب عليه البلغم بري أنه يسبح في الماء لمناسبة الماء لطبيعة البلغم ، ومن تغلب عليه الصفراء يري النيران وهذا لم يقم عليه دليل ، ولا جرت عليه عادة ، وما قالوه نوع من أنواع الرؤيا ، وليست الرؤيا محصورة فيه ، فإنا نعلم أن منها مايكون من النفس ، ومنها ما يكون من الشيطان ، ومنها ما يكون من الرحمن
والفلاسفة يزعمون أن صور ما يجري في الارض هي في العالم العلوي كالنقوش ، فما حاذي بعضا منها انتقش في قلب النائم ، وهذه نظريه افلاطون المعروفة بنظرية المثل العليا وهذا الرأي أشد فسادا من سابقه ، لان الانتقاش من صفات الاجسام ، وما يجري في العالم العلوي اعراض ، والاعراض لاينتقش فيها
وقد حاول بعض العلماء الغير مسلمين محاولة كشف سر الاحلام والوصول من خلالها الي الحكم على النفس البشرية ودوافعها ، وميولها ، واتجاهاتها بل وعقدها
وقد نشر العالم سيجموند فرويد مؤلفه المسمي ( تحليل الاحلام) عام ١٨٩٩ ، ويري أنه لما كان ( الانا) في حال اليقظة هو الذي يسيطر على قوة الحركة ، فإن هذه الوظيفه تتعطل أثناء النوم ، ومن ثم يتلاشي جزء كبير من الرقابه التي تفرض علي ال( هو) أو اللا شعور
قال :
وسحب الشحنات النفسيه التي تقوم بوظيفة الرقابه أو إضعافها يسمح بشئ من الحرية التي تبدو الآن غير ضارة
وقد استخدم ( فرويد) تحليل الاحلام كوسيله للوصول إلي اعماق اللاشعور ، والكشف عن أسراره
ويعتبر فرويد أن الاحلام بمثابه ( الطريق السلطاني) الي اللاشعور الذي يحتوي على العقد والدوافع والرغبات المكبوتة ، واهتمت العالمه (كارين هورني) بتحليل الاحلام ، وهي تزيد البصيرة حول الحاله وتكشف عن بعض اتجاهات المريض نحو العالم ، ويعتقد ( إيرك فروم) أن الاحلام تعكس العناصر المعقولة والعناصر غير المعقوله من الشخصيه في نفس الوقت