بقلم /محمد ماهر شمس
الأمم المتحدة أنشئت عام 1945 لتكريس مصالح الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية وجاء ميثاقها ليحقق هذا التوازن بين مصالح هذه الدول لضمان استعمارها لأطراف العالم وتوزيع الثروة فيما بينها .. ونص الميثاق على إنشاء مجلس الأمن للحفاظ على السلام الدولي وحل النزاعات بين الدول !!.. نظريا فقط بالطبع لأن التطبيق العملي يؤكد أنه لا مكان في الأمم المتحدة لمصالح الدول الأخرى فهي مثل الكومبارس تؤدي أدوارا صغيرة لكن وجودها ضروري لإستكمال المسرحية الدولية بينما الدول الكبرى تلعب الأدوار الهامة والرئيسية .. لذلك لم تنجح الأمم المتحدة في حل أي نزاع سلميا لأن الدول الكبرى لا تريد ذلك.. إن النص على حق هذه الدول في نقض أي قرار عن طريق استعمال الفيتو يوضح مدى ديكتاتورية إتخاذ القرار في مجلس الأمن الدولي..إذا أرادت القوى العظمى الحرب تلجأ إلى مجلس الأمن لاتخاذ القرار اللازم وجر الدول الصغرى إلى الحرب كرها.
.وإذا أرادت نهب ثروات منطقة لجأت أيضا إلى مجلس الأمن..اذا أرادت تأديب دولة خرجت على الطاعة أرغمتها عن طريق مجلس الأمن.. أمريكا لها السيطرة لأنها أقوى دولة فتفعل ما تشاء دون حياء..فقد استخدمت حتى الآن حق الفيتو لصالح إسرائيل 43 مرة ورغم ذلك لم تتعلم الدول العربية الدرس وتعي أن الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن هي السلاح الذي تستخدمه الصهيونية العالمية لتحقيق أهدافها في العالم..أما الجمعية العامة والمنظمات الدولية فهي مثل حديقة هايد بارك الشهيرة التى يرتادها الناس للصياح والهتاف ثم ينصرفوا من حيث أتوا وكأن شيئا لم يكن..
الخلاصة: العالم لا يعرف إلا قانون القوة لأنه غابة ..إن أردت أن تكون مسموع الكلمة يجب ان تمتلك عناصر القوة العسكرية و الإقتصادية والثقافية.. ولن تنجو الدول العربية من المشروع الصهيوني في ظل هذا الانقسام والتبعية والمصالح الضيقة..