بقلم / محمد ماهر شمس
عندما تتبادل برقيات التهنئة مع أصحابك وأحبابك ومعارفك بمناسبة قدوم العام الجديد متمنيا أن يكون عاما سعيدا ..وأنت تستعد للإحتفال بليلة رأس السنة الميلادية بالسهر إلى الصباح مع الرفاق حيث كل شئ مباح منتشيا مسرورا… أرجوك لا تنسى الفتاة الفلسطينية الصغيرة “عهد التميمي” الأسيرة في السجون الإسرائيلية لأنها صفعت أحد الجنود لمنعه من اقتحام حرمة بيتها… ولا تنسى أيضا الطفل الفلسطيني الذي قام أحد الجنود الصهاينة بضربه بقسوة ثم خنقه وقتله في مشهد مروع منذ أيام ..لا تنسى مئات الأسرى الذين يعذبون وآلاف الشهداء والمصابين ..العالم المتقدم صاحب الرقي والحضارة وحقوق الإنسان لا يكترث بالتعامل الوحشي لهذا الكيان الصهيوني مع أطفال وشباب عزل لا يملكون سوى الحجارة وبعض الإطارات يدافعون بها عن وطنهم ومقدساتهم بينما تقوم الدنيا لمصرع كلب دهسته سيارة في أحد شوارعهم..
أرجوك لا تنسى وأنت في قمة النشوة الشعب اليمني الذي تحصده الحرب والكوليرا والجوع في مأساة ليس لها مثيل والجميع يشاهد ولا يسعى إلى إيجاد حل..وتذكر أيضا بورما وما أدراك ما بورما ، قصة ذبح شعب وتطهير عرقي يندى لها الجبين.. ولا تنسى نكبة سوريا والعراق وليبيا ..وشهداء ومصابي الإرهاب الغاشم في مصر والأسر المكلومة.. كفى ذلك فالهموم ثقيلة . في ليلة رأس السنة يتوافد أثرياء العرب والمسلمين الأمراء والوجهاء ومشاهير عالم الفن والمال والأعمال والسياسة إلى عواصم العالم لإستقبال عام جديد ، ينفقون الأموال ببذخ شديد بينما ملايين البشر من بني جلدتهم يعانون الجوع والمرض والظلم ..لا نتعجب من عدم إنسانية دول أوروبا وأمريكا تجاه شعوبنا وقضايانا لأننا فقدنا الإنسانية والأخلاق فيما بيننا وباع نفر منا ضمائرهم بالمزاد نعم بالمزاد لمن يدفع الثمن .. لكن الله لن يترك المستضعفين بل سينصرهم ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.