شعر وحكاياتعام
عطاء بلا حدود
بقلم / أسامة أحمد خليفة
قصة للأطفال
كانت الشجرة الكريمة لا تبخل على أحد سواء كان الشخص الذي يقصدها تعرفه أو لا تعرفه وخاصة أنّ موقعها متميز على مفرق طرق سفر لمدن كثيرة إنها شجرة البرتقال الرائعة والتي تسقى من عصير ثمارها القلوب العطشى والأفواه الظمأى فكم من مريض أتى إليها وتذوق ثمرتها فعادت له الحيوية من جديد وكم أم أخذت من ثمارها لتعطى أطفالها الجياع ورغم السعادة الكبيرة المحيطة بها كلما تصنع خيراً لأحد إلا أنها كانت تسأل نفسها كثيراً من الذي زرعني في هذا المكان ؟
مرت سنوات وهى تبحث عن إجابة عن هذا السؤال وكثيرا ما كانت الرياح الشديدة تصطدم بها وبأغصانها إلا أنها ظلت قوية صامدة في وجه الرياح وكأنها تنتظر الإجابة على سؤالها وبينما هي في هذه الحالة لاحظت من بعيد قدوم رجل عجوز يتكأ على عصاته الغليظة وبجواره طفل صغير يمسك بيده وكان العجوز ينظر إليها بفرحة كبيرة وتأمل في أغصانها مع وجود ابتسامة وكانت المفاجأة عندما سمعت منه وهو يقول للطفل الصغير يا محمد أنا الذي زرعت هذه الشجرة الجميلة منذ سنوات بعيدة ، فرحت الشجرة أنها وجدت إجابة لسؤالها بعد هذه المدة الطويلة وكادت أن تحتضن العجوز بأغصانها من الفرحة وحكي الجد إلى حفيده محمد أنه زرع هذه الشجرة من أجل أن يستفيد منها كل من يمر عليها بظلها وثمارها فرح محمد بحكاية شجرة البرتقال وقامت الشجرة بهز أغصانها فتساقطت ثمارها بكثرة على الأرض وكأنها تحتفل بالجد وحفيده ، فرح محمد بالبرتقال واخذ يأكل منه تارة ويلعب به تارة أخرى وجده ينظر إليه بسعادة.