كتب/خطاب معوض خطاب
الحارس الأمين للغة العربية
لو توجهنا إلى عينة عشوائية من المصريين بالسؤال هل تعرفون من هو د. شوقي ضيف؟! ففي الغالب الأعم ستكون الإجابة هي: (لا) بنسبة تقترب من 95% مع الأسف الشديد، فمعظمنا يعلم من هو الضيف أحمد، ونادرا أن تجد من يعرف من هو د. شوقي ضيف!!!
حينما يجتمع عالم اللغة العربية مع المؤرخ مع المحقق مع المفسر مع الناقد في شخص رجل واحد فاعلم أنك تتحدث عن العلامة الموسوعي الكبير ولؤلؤة زمانه في اللغة العربية د. أحمد شوقي عبدالسلام ضيف رئيس مجمع الخالدين(مجمع اللغة العربية المصري)، وعضو مجامع اللغة العربية في كل من سوريا والأردن والعراق، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ود. شوقي ضيف هو فارس اللغة العربية، وهو أحد أبرز أعلام الآداب العربية، وآخر جهابذة النقد العربي ومذاهبه، كما أنه تلميذ العمالقة(د. طه حسين والعقاد ود. محمد حسين هيكل ود. أحمد أمين)، وقد لقب بعميد الأدب العربي في عصره، وآخر عمالة اللغة العربية وآدابها، والمعلم الذي علم النقاد والكتاب والأساتذة .
ولد العلامة د. شوقي ضيف في بلدة أولاد حمام بمحافظة دمياط في 13 يناير سنة 1910م، وألحقه والده الشيخ الأزهري بالكتاب، فحفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، وحصل على الإبتدائية من المعهد الديني، ثم تخرج في معهد الزقازيق الثانوي، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة فؤاد الأول، حيث كان أول دفعته سنة 1935م، وعمل د. شوقي ضيغ في البداية محررا بمجمع اللغة العربية، ثم أختير معيدا بكلية الآداب سنة 1936م، ثم مدرسا بها سنة 1943م، فأستاذا مساعدا سنة 1948م، فأستاذا لكرسي اللغة العربية بها سنة 1956م، فرئيسا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب سنة 1968م، فأستاذا متفرغا سنة 1975م، وتم انتخابه عضوا بمجمع الخالدين سنة 1976م، فأمينا عاما له سنة 1988م، فنائبا للرئيس سنة 1992م، فرئيسا للمجمع من سنة 1996م حتى وفاته.
د.شوقى ضيف كان معروفا بالتواضع دون ضجيج أو محاباة، كما أنه كان حريصا على قيم الجمال والبيان، كما كان من أكثر علماء اللغة العربية إحاطة بالثقافة العربية الإسلامية في عصره، فهو عالم موسوعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث لم يدع فرعا من فروع الثقافة العربية إلا وكانت له فيه مشاركة جليلة، حتى كأنه لم يتخصص إلا فيه، فقد أرخ للأدب العربي وللبلاغة ولعلم النحو وكتب في فنون الأدب والنقد والترجمة الشخصية والرحلات، إلى جانب دراساته عن الفن ومذاهبه فى الشعر والنثر، كما حقق العديد من كتب التراث، و دأيضا نشر له كتاب في تفسير القرآن الكريم، كما نشرت له أبحاث كثيرة لا يمكن حصرها فهو أغزر مؤلفي عصره إنتاجا.
د.شوقي ضيف له أكثر من 50 مؤلفا في شتى معارف العربية، فمن مؤلفاته:(الفن ومذاهبه في الشعر العربي، والفن و دمذاهبه في النثر العربي، ودراسات في الشعر العربي المعاصر، والمدارس النحوية، والبحث الأدبي(طبيعته ومناهجه وأصوله ومصادره، وسلسلة تاريخ الأدب العربي، كما أصدر كتابا عن سيرته الذاتية بعنوان(معي)، كما حقق د. شوقي ضيف كتاب(السبعة في القراءات) لأبي بكر بن مجاهد، وكتاب(الدرر في إختصار المغازي والسير) لأبي عمر بن عبدالبر النمري، كما أصدر كتابا فسر فيه سورة الرحمن وعددا من قصار الصور، وكتابا آخر لتفسير القرآن الكريم كله حمل اسم(الوجيز في تفسير القرآن الكريم).
ترجمت بعض كتب د. شوقي ضيف إلى الإنجليزية والفرنسية والإيرانية والصينية، وصدرت عنه العديد من الكتب، كما كتبت عنه دائرة معارف الأدب العربي الصادرة في لندن و دنيويورك بمجلدها الأول وترجمت له وقالت عنه:(إنه أحد الشخصيات المؤثرة بشكل واضح في الدراسات العربية المعاصرة)، وحصل د. شوقي ضيف على عدد من الجوائز والتكريمات، فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب والنقد سنة 1979م، وجائزة الملك فيصل العالمية في الآداب سنة 1983م، ووسام الإستحقاق من الدرجة الأولى، و جائزة مبارك في الآداب سنة 2003م، كما تم تكريمه في مختلف الهيئات والجهات العربية والعالمية، وكانت وفاته في 10 مارس 2005م عن عمر تعدى 95 عاما.