بقلم / محمد ماهر شمس
أعلم أن الحديث عن 25 يناير عام 2011 حديث ذوشجون وأن فريقا من الناس الذين أيدوا الثورة تمنوا عدم حدوثها نظرا للفوضى والخراب الذي لحق بالبلاد جراء تداعياتها لدرجة جعلتهم يعتقدون أن فترة حكم مبارك كانت أفضل .. رغم ذلك إلا أن الثابت أنه في ذلك اليوم وما بعده خرجت الجماهير سخطا على نظام حكم استمر ثلاثين عاما ، حكم البلاد على وتيرة واحدة وبآليات عتيقة رغم تغير العالم من حوله، ولم يكلف نفسه عناء تجديد آلياته لكسب ثقة المواطنين .. ولم يحرك ساكنا تجاه رغبات الشعب وتطلعاته نحو حياة كريمة وعدالة إجتماعية..ومع طول الوقت وعدم تحقيق أي تقدم أو ضخ دماء جديدة ظهرت على جسد النظام أعراض الشيخوخة والمرض فأصبح مطمعا للفاسدين الطامحين في الثراء والسلطة معا ..وازدادت تبعيته للخارج مما أفقد الدولة العريقة هويتها وانهار كل شئ حتى كرامة الإنسان..ولم يهدأ المصريون حتى تنحى الرجل في مشهد أليم وهو يلقى آخر كلماته ثم يساق إلى المحاكمة ثم السجن كأحد أبرز مشاهد القرن..نعم تم تبرئة الرجل وأعوانه من كل التهم الموجهة إليهم إلا أن هذا الرحيل سجله التاريخ في ذاكرة الوطن إلى الأبد..
وكلما جاءت الذكرى تجددت الشجون و التساؤلات حول الدوافع والنتائج وادوار المشاركين إلا أن الثابت أن النظام ترهل وأراد الشعب التغيير فسقط رأس النظام إلا أن أذنابه مازالت تحاول إحياء الجسد من جديد و إجهاض جهود الإصلاح والتغيير.. حدث سيقف أمامه التاريخ بالتحليل مع الأحداث الكبرى ..تحاول الدولة أن تتعافى ولكن الطريق صعب والتحديات كبيرة..رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته مع الأبرار.. وحفظ الله الوطن.