بقلم ممدوح منير
خلق الله الانسان علي الفطرة و هي اعظم صفة يوصف بها الانسان , الفطرة انعكاس للطهر و النقاء , هي خضوع حواسك وكيانك لعظمة الخالق في تكوينه و عنوان ربوبيته المطلقه .
و مع ذلك اعطي الله الانسان حق الاختيار في نماء هذه الفطرة تحت رعايته ووحدانيته أو هلاكها في البعد عنه .
في رحلة الحياة من الميلاد الي الممات ننمو,نتطور, نمتحن, نثاب او نعاقب علي جميع افعالنا وحتي يتسني لنا كل ذلك انعم الله علينا باعظم النعم و هي العقل الذي ابدع في خلقه الخالق , فالعقل وهو العضو اللاحسي و مركزه المخ يتميز بالعديد من المميزات التي خصها الله للانسان فقط لاغير و هو الوحيد القائم علي ادارة شؤون صاحبه من لحظة نشأته حتي مماته .
ان التامل في عظمة هذا الخلق كفيلة بأن تجعلنا ندرك محبة الله لنا في اختصاصه لنا بهذه الخاصية التي تميزنا عن باقي المخلوقات.
و كلما تعمقنا في فهم الهدف من خلقنا ادركنا ان لا حول و لا قوة لنا الا بالله تعالي و كذلك ادركنا حجم المسؤولية التي كلفنا بها و هي العبادة وعمارة الارض .
هذا التكليف الذي خصنا به الله دون عن باقي مخلوقاته هو الهدف و الاختبار الحقيقي الذي وضعنا فيه .
وحتي يتسني لنا الوصول الي هذا الهدف وضع لنا قيم و معاملات و اسس تتمثل في الاسلام الذي رسم لنا الطريق حتي لا نضل.
و عليه كل ما نسعي اليه او نتعرض له او نواجهه في هذه الحياة ان كان بعيدا عن اعمال العقل او الاسس هو الضلال و السقوط في الهاوية .
كي يسهل عليك ان تصبو الي تحقيق الهدف عليك بالخضوع و التسليم و التادب مع الله في كل شؤون حياتك و التقرب اليه .
ان الحقيقة المطلقة ان هذه الحياة هي مرحلة اختبارية لمدي قدرتنا في التأدب مع الله و الاقرار بأن بعد هذا الاختبار يوجد مرحلة السؤال و الحساب .
وهنا تبدأ الحياة الابدية التي لا رجعة فيها , فأما ان تكون حياة سعيدة او حياة تعيسة .
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا و اجعل الاخرة مستقر النعيم لنا و كل من تعلق قلبه بجلالك .