شعر وحكاياتعام
زحام
بقلم سمر شهدي فضيلة
كانت تجلس علي أحد المقاعد بجوار النافذه سابحة بنظراتها في الزحام … وفجأة سرق نظراتها شئ ما ،طفل صغير … ضئيل الحجم لم تتبين ملامحه جيدا بسبب ذلك الغبار الذي إنطبع عليها رافضا الفراق … كان يتجول بين ذاك الحشد من السيارات المصطفه بإنتظار فتح الإشارة … رأته يطرق بأصابعه الصغيرة زجاج إحدي هذه السيارات فإنتبه له صاحبها مانحا إياه بعض النقود بإبتسامة حنونة …
إبتسامة جعلته يستدير بإتجاه أخري ببسمة بريئة ونظرة آمله أن ينال ما ناله من السابقة أمل لم يدم طويلا ،فيبدو أن السيارة كانت ثمينة للغاية ،مما دفع صاحبها الذي نظر إلي الطفل بتقزز من ملابسه الرثة أن يزجره علي لمس أصابعه القذرة كما يراها الزجاج الثمين لسيارته … وبصمت من إعتاد الذل والمهانة إستدار الطفل ناحية زجاج آخر ،ولكن شتان ما بين أمل ملأ حدقتيه منذ ثوان وإنكسار يكسوها الآن … وقبل إبتعاده رأته يعود بنظراته مرة أخري لذاك الشخص يناظره بمرارة إرتسمت بدقة علي قسمات وجهه البرئ نظرة لم يرها الآخر الذي رحل بسيارته ما أن فتحت الإشارة ،كما لم تتوقف هي الأخري عندها كثيرا فقد تحركت بها الحافله معيدة نظراتها مرة أخري للزحام.