كتبت
دعاء سنبل
أبن الإسكندرية أسمه الحقيقي السيد درويش البحر هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي. ولد سيد درويش في الإسكندرية في 17 مارس 1892 م في” كوم الدكة “.
سيد درويش بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري. التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 م.ثم عمل في الغناء في المقاهي.
سيد درويش كان أبيه يريد أن يراه شيخاً يحفظ القرآن ويجوده و لذلك أدخله كتاب حسن حلاوة فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ قسطاً من القرآن الكريم وكان يعشق في طفولته للإستماع إلى الشيوخ الذين يحيون المولد النبوي ويحفظ مايرددونه ويقلدهم أمام الصغار في الحي.
سيد درويش ، في سن العاشرة كان قد أجاد القراءة والكتابة وحفظ قسطاً كبيراً من القرآن وعندئذ توفى أبوه ، لكن أصرت أمه على أن يكمل تعليمه كما أراد أبوه ونقلته الى مدرسة أولية تصادف من كان فيها معلم يهتم بتحفيظ الأطفال الأناشيد الدينية والقومية ولفت الطفل سيد درويش انتباهه فأهتم به وجعله يقود الأطفال في غناء الأناشيد، ونمت معه موهبته وخرج من حدود الحي وأصبح يغني بالأحياء الشعبية الأخرى ويستمع الى مشاهير الشيوخ المقرئين والمطربين الذين يحيون الأفراح والمواليد الدينية واشترت له أمه ملابس رجال الدين وهو غلام في الثالثة عشر من عمره وتقدم للالتحاق بالمعهد الديني التابع لأحد مساجد الإسكندرية وهو مسجد “المرسي أبو العباس” لكي يتم حفظ القرآن وتجويده، وكان يحب القراءة والإطلاع ويقرأ كل ما يقع في يده من كتب وصحف عربية.
سيد درويش أضطر أن يعمل عامل بناء للإنفاق على أسرته وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيراً إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر العاملين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فلفت إنتباههما صوته، وأتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908م .
سيد درويش ذهب مرة آخرى إلى الشام في عام 1912 م ، وبقي هناك حتى عام 1914م ، حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية ، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.
سيد درويش في عام 1917 أنتقل إلى القاهرة ، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا ً، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية مثل فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى “قوم يا مصري”
سيد درويش له العديد من الألحان والأعمال “أغاني ، ألحان ، طقاطيق، مسرحيات ” التي أكثرها كانت في حب مصر وضد الإحتلال والسلطة ومنهم بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ،زورونى كل سـنة مرة، مخسوبكو إنداس، اشنجر دامولينا ، مصطفاكي بزياداكى “العسكر الأتراك”،الحلوة دى ، سالمه يا سلامه ، خفيف الروح ……..والكثير من الاعمال العظيمة التي تغنى إلى اليوم .
سيد درويش هناك لأعمال الفنية التي جسدت قصة حياته :
فيلم سيد درويش وقام بدور سيد درويش” كرم مطاوع”.
و مسلسل أهل الهوى وقام بدور سيد درويش حفيده” إيمان البحر درويش”
ومسرحية سيد درويش اخراج محمد توفيق وقام بدور سيد درويش ” محمد نوح “
وفاة سيد درويش هل مات مسموماً أم أغتيل من قبل قوات الأحتلال ؟
سيد درويش الفنان الخالد أنتهت حياته في عام 1923 ، عن عمر إحدى وثلاثون عام ، وما أقصره من عمر وما أكثره من إنتاج .
جدد الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري وما زال النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي لحنه في مطلع القرن 20 هو النشيد القومي لمصر اليوم والمصريون يفتخرون بذلك.
جدد الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري وما زال النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي لحنه في مطلع القرن 20 هو النشيد القومي لمصر اليوم والمصريون يفتخرون بذلك.
تعددت الروايات عن موت الفنان الخالد وذكر عدة أسباب ولكن تتعدد الروايات والموت واحداً .
” الشهادة الأولى” ترويها، حسب ما رويا في أحدى الصحف أن المطربة القديمة حياة صبري ، التي كانت ملهمة سيد درويش ، وقيل إنه تزوجها عرفياً قبل وفاته ، حيث روت للصحافي الراحل يوسف الشريف كيف مات سيد درويش قائلة:
إنه كانت هناك إحدى العائلات الثرية في الإسكندرية، وقدم أحد أبناء العائلة للشيخ مطربة كان يحبها لتدريبها على الغناء ، ولم يعجب درويش بصوتها فقالت الفتاة لحبيبها إن الشيخ سيد يغازلها ، وعلى الفور قام الشاب بدعوته على العشاء ووضع له مخدر المورفين في الشراب ليموت.
الرواية الثانية فهي رواية حفيدة الشيخ سيد درويش التي ذهبت إلى أن جدها توفي داخل بيت العائلة وأنه لم يتعاط الكوكايين ، ونفت الرواية السابقة التي روتها السيد حياة صبري .وآخر يروي أنه توفى بسبب أزمة قلبية .
ومؤخرًا تقدم طارق محمود، أحد المحامين، ببلاغ إلى النائب العام قيد تحت رقم 14965 لسنة 2017 طالب فيه بإستخراج رفات الفنان الراحل من مدفنه وعرضها على الطب الشرعي للوقوف على أسباب وفاته وإتهام الأحتلال البريطاني بإغتياله .
وإلى الأن السبب غامض ولا أحد يعلم سبب موته إلا الله ، رحمه الله
