بقلم:رشارمضان إسماعيل
(عدد نعمك وليس متاعبك )عبارة مريحة جدًا خاصة إذا اختارك الله ليبتليك ويختبر صبرك بإعاقة تلازمك مدى الحياة-وإن كنت اعترض حرفيًا على كلمة إعاقة- لأنه لا إعاقة مادام الفكر والذهن مستيقظ وقادر على تخطي الحواجز والصعاب والنجاح وإثبات الذات
وأكد لنا التاريخ أن الإرادة القوية تصنع المعجزات وأنه لامستحيل مادمت تحاول ولا يأس مادمت على قيد الحياة وأن العجز هو عجز الروح لا عجز الجسد أو عجز حاسة في الجسد
(سمية الزرعوني) صورة مشرفة لفتاة إماراتية تحدت الإعاقة وضربت مثالاً يحتذى به في التحدي والعزم والإرادة فقد أصيبت بشلل نصفي منذ الطفولة فصبرت على البلاء وقاومت وأدركت أن الإعاقة في الفكر لا في الجسد وأنه إن كان البلاء كبيرًا فإن الله أكبر
عبرت عن ذاتها بلوحات مميزة من الفن التشكيلي وتطمح لأن تقيم معرضًا للوحاتها
وعميد الأدب العربي (طه حسين)الذي أصيب بالعمى منذ طفولته المبكرة وضرب رقمًا قياسيًا في الهمة العالية فحفظ القرآن في الكُتاب وواصل دراسته حتى تخرج من الجامعة ودرس مختلف العلوم مابين علم الاجتماع والفلسفة والتاريخ وغيرهما من العلوم التي أثارت دافعيته لأن يكتب وتصبح كتاباته نهضة في الأدب العربي ومن أشهر كتبه كتاب (الأيام)
وحاز طه حسين على العديد من الجوائز فقد رشح لنيل جائزة نوبل بالاضافة إلى حصوله على شهادة الدكتوراة الفخرية وعمل بالعديد من المناصب كرئاسة مجمع اللغة العربية وعمل كوزيرًا للتربية والتعليم في مصر
شخصية تحدت الإعاقة وكان لديه شغف للتعلم فكان دائمًا يقول (ويل للطالب إذا رضي عن نفسه )
فالذي يريد النجاح لا يقف عند مرحلة معينة بل يطلق جواد فكره للقفز من حاجز لآخر حتى يصل لخط النهاية ولا نهاية لطلب العلم والمعرفة
وبطل التحدي والاصرار (ستيفن هوكينج) البريطاني والذي أصيب بالشلل في عامه الواحد والعشرين
وأكمل عمره على كرسي متحرك لم يُوقف طموحه أو يُعجزه عن مواصلة طريقه ولم يتكاسل ويلتحف بإعاقته أو يتقوقع داخلها
كانت له العديد من النظريات الفيزيائية والرياضية وضرب مثلاً في التحدي فقد كان يحل جميع المعادلات المعقدةبذهنه دون أن يستخدم ورقة وقلم
نماذج عديدة تضرب لنا مثلاً على أن الظروف التي تمر بها من الممكن أن تصنع شخصك وتكون سببًا في نجاحك إن وجدت من يشعرون بك ويمدونك بالدعم والحب فإن عددت النعم التي تحيط بك فإنها ستخلق بداخلك قوة وتزرع فيك بذور التحدي التي سترويها بماء الصبر حتى تقطف ثمار نجاحك
وهذه النماذج الرائعة وغيرها العديد والعديد يثبتون لنا أن هناك أصحاء جسد ولكنهم معاقون فكريًا وأخلاقيًا وأن آخرون وإن أُصيبوا بفقد حاسة أو مرض حال بهم من قدرتهم على الحركة إلا أنهم أصروا على أن يثبتوا أنهم مازالوا أحياء يتنفسون ولن يتوقفوا عن العطاء والابداع إلا إذا توقفت قلوبهم
هم بالنسبة لنا ذوي همم نحتذي بهم وبعزيمتهم وصبرهم ورضاهم بما قدره الله لهم فلم ينسوا نعم الله عليهم ويفقدوا إيمانهم وثقتهم به