أدم وحواءعام

العنف يورث

العنف يورث


بقلم جيهان الأصيل



الالم النفسى اسواء بكتير من الالم الجسدى ومهما حاولنا ان نصفه لن نستطيع والألم يولد من العنف بكافه اشكاله ، جسدى عاطفي يصنف عنفوالأكثر تاثر بالعنف هم الأطفال وفي الغالب يكون المعنف هو الشخص الأقرب دائما للطفل ومن هنا يكون العنف سلسلة غير منقطعة تتوارثها الأجيال .






وترجع نفسية الأم العنيفة القاسية على أولادها، إلى عدة أسباب منها مشكلات سابقة أو عنف سابق، سواء من قبل الآباء أو أحد أفراد العائلة، وعن تجربتى الشخصيه مع العنف المعنوى ،احب اتكلم عنى وعن امى ،أمي كانت أكبر اخواتها لأب تاجر شخصيه قويه ومسيطره ارغمها على الزواج من زوج اخته بعد و فاة زوجها الأول واطاعت الأمر رغم ان اولاد عمتها فى سنها تقريبا وعاشت مع زوجها الأول وانجبت منه بنتين ،الفتره دى تقريبا كانت 3 سنوات وتوفى والدها وخرجت من بيت زوجها لعزاء والدها ولم تعود مرة ثانية وطلبت الطلاق ، وتزوجت والدى الذي كان يربطه بها قصه حب قديمه وتم رفضه من اهلها ،وكان هو قد تزوج وانجب وانفصل عن زوجته فى نفس التوقيت تقريبا ، واتيحت الفرصه للاثنين وتزوجا


إقرأ أيضا
الأمانة الزوجية



العنف يورث




وانجبا ولدين وبنت — هى أنا — كنت اصغر الأبناء حتى ان ابناء اخواتي الكبار تقريبا من نفس سني كانت علاقتي بوالدى علاقه جميله جداً كنا نسمع الموسيقى سوياً وكان يقراء لي وعلمنى ان اقراء واكتب قبل سن السادسه (اي قبل دخولى للمدرسه ) اما علاقتي بأمي فكانت علاقة صعبه جداً كلها اوامر متضحكيش بصوت عالي ، متعديش ورجلك مفتوحه بعيد عن بعض ، كلي اشربي البسي ، حتى ان في بعض الأحيان عندما كانت تجتمع مع صديقتها واخواتها ويتحدثوا فى امور تخص النساء كما كانت تقول كانت تطلب منى الا اسمع ما يقولوا وأنا جالسه وسطهم ، وكنت بخاف فعلا انها تعرف اني بسمع ، كنت اجلس معاهم بجسدي ومنفصله تماما عنهم بعقلي .






أمي كانت قليلة الحديث معي او اشبه بأن الحديث بنا منعدم تماماً الا من الآوامر والتوجيهات والتوبيخ في بعض الأحيان كنت اراها شخصيه قاسيه جداً او اني في بعض الأحيان عندما كنت اسمع فيلم عربى قديم ويقولوا للبطل أنت مش ابننا كان بيجى فى بالي نفس الشئ ، مش يمكن أنا كمان مش بنتها , لكن من الناحيه التانيه كان حنان وحب والدى كان تقريبا مكفينى . 





فى يوم ذهبت معاها للسوق ، فتعبت أمي ووقعت فى الشارع والناس شالتها ، ويومها خفت جدا ًوانزعجت وبكيت كانت قد اصيبت بجلطه فى المخ , وبعد ما اخدت ادويتها وفاقت ، سألتنى ؟ هو انتي فعلاً بتحبينى ؟

السؤال وقتها كانت اجبته اه ياماما بحيك ، خدتني وقتها فى حضنها ، بس فعلا كنت مستغربه الحضن ومستغربه نفسى جوه حضنها عدت سنين كتير وأنا بسأل نفسى , هى لما سألتنى كانت حاسه فعلا انها مقصره معايا وبالتالي أنا كمان مش بحبها , ولا فعلاً احنا الأتنين كان عندنا نفس الشعور بعد ما كبرت وابتديت اشوف الظروف التي عاشت فيها ، واد ايه هى كمان عاشت ظروف وضغوط صعبه ، قدرت موقفها ،  وسامحتها لكن مش بشكل كافي لكني ، للاسف وبدون ان اشعر كررت نفس السلوك مع اولادى ، وكنت شايفه ان الحسم والجديه هو اساس التربيه .
العنف يورث

وعدت سنين وأنا بعمل كل سلوك أمي بالظبط ، وجيت فى يوم وسألت ابني نفس السؤال ؟ أنت بتحبنى ؟ قالى لا مش بحبك عشان أنتٍ بتعملي كذا وكذا وعدد تصرفاتي معاه , بصراحه كانت صدمه لي,، وخصوصا ان ابوهم كمان كان شديد .

ابتديت اراجع نفسى وافتكر سؤال أمي ، أنا كنت إلى حد كبير عايشه حياه متزنه لأن جفاء أمي عوضه حنيه والدي ، وعرفت وقتها أني لازم اتغير واعترف أني اتعرضت لعنف وأني يمكن كمان مكنتش بحب أمي ، لكني مقدره ظروفها النفسيه اللى عاشتها ل ازم التجربه تنتهى لحد هنا ومتكررش تانى ، وحياتي وحياه عائلتي الجايه ميكونش فيها عنف مورث .
نهيت العنف باني بدأت الحوار والنقاش واتكلمت مع ولادي عن كل ما يؤلمني ويزعجني وما مريت به من تجارب صعبه وهما بدورهم عملوا نفس الشئ ، عدينا اثار حياتنا السلبيه مع بعض وتجاوزنها الى حد ما ، انا قدرت اكسر سلسله العنف جوه حياتي ، اتمنى ان تكون حياتنا بلا عنف ، ونكسر كل قيودنا ، ونبدأ حياه جديده بالحوار ..
العنف يورث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock