شعر وحكاياتعام
هذيان
ملك محروس
إذا كنت من الرافضين لنشر الطاقة السلبية فهذا المنشور لا يعنيك بشيء، وإذا كنت ممن ينادون ببث روح التفاؤل والإيجابية ؛ ستجد هنا ضالتك! هل شعرت يوما بذلك التناقض الذي ينهش من روحك، أن تكون ساعيا مشغولا مجتهدا وأثناء ذلك يملأك الفراغ! وكأنك تدور في حلقات دائرية لا أول لها ولا آخر، فقط تدور وتدور، يصيبك الإعياء فتقع؛ لتنهض وتستكمل ما بدأت! لديك من الإصرار مالديك قادرا على بث العزيمة بل انت مصدر لها، تلك الطاقة الخطرة القادرة على إذابة الحديد، تخضع لها وتستجيب وفي النهاية تجد اللاشيء! تشعر أنك دمية تحركها تلك النيران داخل قلبك فتشتعل وتملأ الدنيا حبا و ورود، وأنك فوق عجلات من قطار اللحاق بالزمن لتواكب وتساير عصرك وتطور من ذاتك، وأن تحاول مرارا وتكرارا في تنمية عقلك كي تغير وتتغير فتشعر في وسط ذلك كله بالخواء! ذلك الخواء الذي يرميك نحو أفاق عقلك لتدرك أنك أنجزت الكثير، وتهوى بك نحو القاع لتشعر أنك لم تنجز شيئا على الإطلاق! ومع ذلك تستمر في تلك المسرحية الساخرة بطلها أنت وجمهورها نفسك، فتحكم “نفسك”على “أنت” بالإستمرارية المميتة داخل دوامة تسحبك نحو ذلك كله، وفي حقيقة الأمر أنت صانعها! كذلك “العفريت” الذي أحضرته ولم تستطع أن تجعله يخرج من إطار حياتك! وتظل متسائلا:”لماذا كل ذلك؟”فتكون الإجابة هي: الصمت الرهيب.