كتبت :لطيفة محمد حسيب القاضي
جائزة نوبل للأدب هي جائزة تمنح سنويا من الأكاديمة السويدية منذ 1901 ,لأي مؤلف من أي دولة ,لروائي مثلا أو شاعر أو كاتب أو مسرحي ,بشرط أن يكون قد قدم خدمة للإنسانية جليلة , وتلك الخدمة تركت أثرا كبيرا مميزا من خلال عمل أدبي أو” أنتاج أكثر الأعمال روعة لنزعة مثالية “كما قال الفريد نوبل , والقصد من ذلك كل أعمال المؤلف أو الكاتب .
حيث أن الأكاديمة السويدية هي التي تقرر من سيستلم الجائزة في كل سنة , وأن هذة الجائزة لا تعتبر المقياس الوحيد لأمتيازية الأعمال الأدبية , وأنه يوجد كثير من الكتاب البارزين لم يحصلوا عليها وحتى لم يرشحوا لها .
ففى عام 1988 أصبح الأديب العربي المميز والمعروف نجيب محفوظ أول عربي يحصل على جائزة نوبل للأدب .
وهذه الجائزة بمثابة شرف لكل كاتب عربي متميز يستحق الجائزة بجدارة مثل كاتبنا نجيب محفوظ .
ولد نجيب محفوظ في 1911 ,هو من رشيد ,فذهب للكتاب في سن الرابعة من عمره لحفظ القرآن الكريم ,وبعدها التحق بمدرسة بين القصرين الأبتدائية ,حيث كان والده موظف بسيط.
لقد أتم دراسته الثانوية في سن 18 سنه وكان سنه صغير وهذا يدل على ذكائه وتميزه,من ثم التحق بالجامعة عام 1930 وحصل على الليسانس في الفلسفة .
يعد نجيب محفوظ من الأدباء العباقرة في مجال الرواية , وقد وهب حياته للكتابة وأن لديه القدرة على التفاعل مع القضايا المحيطة به و أعادة أنتاجها على شكل أدب .
يتميز أسلوب نجيب محفوظ بالسهولة و البساطة والقرب من الناس ,نشر العديد من المقالات و البحوث الفلسفية .
بدأ كتابة القصة القصيرة 1936 , ونشر أول قصة قصيرة له بالمجلة الجديدة الاسبوعية عام 1934 بعنوان “ثمن الضعف” , إلا أن موهبتة الكبيرة أزدادت في ثلاثيته الشهيرة “بين القصرين ,قصر الشوق, السكرية”,و نستطيع أن نقول أن الثلاثية ملحمة عظيمة مبدعة تصور الواقع والتجربة الأنسانية من الحياة , وهي أعظم عمل أدبي قام به نجيب محفوظ في الأدب العربي في العصر الحديث فهو يصور حياة ثلاث أجيال في مصر.
فترجمت رواياته و أعماله للعديد من اللغات الفرنسية و الأنجليزية .
إقرا أيضا روايات غيوم ميسو
كتب نجيب محفوظ العديد من السيناريوهات للسينما ,حيث كان كاتب سيناريست بارع .
أعمال نجيب الأدبية قرابة خمسين عملا منهم “همس الجنون , عبث الأقدار ,خان الخليلي ,زقاق المدق , ثرثرة على النيل ,القاهرة الجديدة……. وأن معظم أعماله خرجت الي السينما علي شكل أفلام ناجحة حققت نحاج كبير عند عرضها .
وكل ذلك يؤكد أبداع وتميز الكاتب الكبير المعروف نجيب محفوظ و بالتالي حصل على جائزة نوبل 1988 للأدب عن مجموعة أعماله “روايات أولاد حارتنا” و”ثرثرة فوق النيل” و”الثلاثية” و “المجموعة القصصية” , فقامت أبنتا الكاتب بالذهاب لتسلم الجائزة نيابة عنه.
ظل نجيب محفوظ حتى أيامه الأخيرة حريص على برنامجه اليومي في الألتقاء مع أصدقائه,حيث مرض وأحس بالآلام وتم نقلة إلى المستشفي لأصابته في الرئة والكليتين وتوفي عام 2006.
فقدت مصر و العالم كله كاتب لا يتكرر وعبقرية فريدة من نوعها الكاتب الكبير نجيب محفوظ هو الحي الخالد, وستظل أعماله عالية تحلق في سماء الأدب العربي ,رحمة الله عليه.