كتب/خطاب معوض خطاب
اليوم 8 مارس هو يوم المرأة العالمي وفيه نتذكر لمحات من دور المرأة المصرية البطولي في ثورة 1919 بمناسبة الاحتفال بمئوية هذه الثورة.
فقد لعبت المرأة المصرية ولأول مرة في التاريخ دورا بارزا في هذه الثورة، حيث قامت المرأة المصرية بتوزيع المنشورات التي تحض على الصورة على الإستعمار البريطاني، مثلها مثل الرجل المصري تماما، كما خرجت المظاهرات النسائية منددة بالاستثمار ومطالبة بالاستقلال، وهذه المظاهرات استشهد فيها العديد منهن، كما كونت النساء المصريات العديد من اللجان لمقاطعة البضائع الإنجليزية وقمن بحث العمال علي الإضراب، وتكلفتها المصريات أيضا لتعويض أسر الشهداء.
واشتركت المرأة إلي جانب الرجل في جميع أعمال الثورة من المظاهرات إلي تهريب السلاح و قطع الأسلاك التليفونية وخطوط السكك الحديدية إلي توزيع المنشورات وغيرها من الأعمال البطولية التي أبرزت جوانب البطولة لدى المرأة المصرية من مختلف الطبقات.
وكانت أولى المظاهرات النسائية في تاريخ مصر هي المظاهرة التي خرجت في صباح يوم 20 مارس 1919، بعدما انتقلت الرغبة في التظاهر من الرجال إلى كل النساء من جميع طبقات الشعب المصري.
فقد خرجت مظاهرة من طالبات مدرسة السنية بالسيدة زينب، وكانت هذه المظاهرة بقيادة زميلات الدراسة والكفاح السيدة نبوية موسي والسيدة صفية زغلول والسيدة هدي شعراوي ومعهن ما يقرب من 300 سيدة مصرية، لكن الجنود الإنجليز المدججين بالأسلحة قاموا بمحاصرة هذه المظاهرة لمدة ساعتين تحت وهج الشمس الحارقة.
وهكذا ظهرت المشاركة الإيجابية من المرأة المصرية في هذه الثورة بصورة ليس لها مثيل ولم يعتدها المجتمع، فكما سقط في الثورة شهداء من الرجال المصريين وجدنا أيضا الشهيدتين السيدة حميدة خليل والسيدة شفيقة محمد.
كما لا ننسى الدور البطولي الذي ليس له مثيل لأيقونة ثورة 1919 السيدة دولت فهمي ابنة قرية أبو عزيز بمحافظة المنيا، والتي ضحت بنفسها لإنقاذ هذه الثورة.
واليوم ونحن في مناسبة يوم المرأة العالمي وفي إطار احتفالات أبنائنا مئوية ثورة 1919 نوجه التحايا العطرة لكل سيدة مصرية، فالمرأة المصرية تظل دوما هي رمز البطولة والتضحية والفداء.