تأليف وإخراج/ مجدى مرعى
بقلم الإعلامية/رجاء محمود….
مسرحية (جمهورية جحا المتحدة) عمل جديد من تأليف وإخراج… الفنان/مجدى مرعى…حيث يستعرض هذا العمل قضايا وهموم ذوى الإحتياجات الخاصة بشكل إنسانى رائع،بعيدا عن الاستعطاف والشفقة،وفى قالب كوميدى رائع،فقد ارتكزت عوامل النجاح لهذا العمل على محاور ثلاث وهى:
إن المؤلف وضع المادة الدرامية فى قالب كوميدي،وهذا النوع من الدراما يتسم بالمنطقية التى تتعامل مع عقلية المشاهد
إن المؤلف بعد فى طريقة عرضه لقضايا ذوي الإعاقة عن الإستعطاف كما قلنا من ذى قبل
المؤلف جمع أنواع عديدة من الإعاقات …سمعية وبصرية وذهنية وحركية وتقزم
….هذا وقد استخدم المؤلف شخصية اشتهرت بالطرف والنوادر الضاحكة وهى شخصية جحا ليفجر من خلالها القضايا الخاصة بذوي الإعاقة …فعندما يشاهد المتفرج المسرحية يجد أن المؤلف أخذه فى الفصل الأول إلى عالم من الكوميديا الخفيفة الظل التي تعتمد على بعض من طرف ونوادر جحا فى ساحة المحكمة …من خلال محاكمة لجحا أمام القاضى لعدم تسديده ضريبة حب الناس له وإلتفافهم حوله لتنتهي الأحداث بالفصل الأول على تأجيل محاكمة جحا لحين وصول مرسوم السلطان وينام جحا من كثرة التعب ليجد نفسه فى الحلم ، لينتقل إلى عالم عصرى آخر فى القرن الواحد والعشرين،بين مجموعة من المعاقين الذين تركوا المجتمع وانعزلوا فى مكان خاص بهم وهناك يقابل وجوده بينهم بين القبول والرفض ،إلا أنهم وافقوا على تواجده بشرط أن يفقدوه إحدى حواسه ليبقى مثلهم وهنا يأتى رد جحا الذى يحمل فلسفة عميقة بأنه ليس شرطا للإعاقة فقد حاسة من الحواس وإنما هناك معاقون لديهم إحتياجات إلى الحب أو الرعاية أو الحنان وغيرها من الاحتياجات النفسية أو الإنسانية،فيطلبون منه البقاء معهم،بل وتنصيبه عليهم رئيسا لجمهوريتهم..وهنا تستعرض كل إعاقة همومها النفسية والإنسانية على حدة..مع المجتمع…فيطلب منهم جحا النزول إلى المجتمع والتعامل معه ، لكنهم يرفضون ،ويحضهم جحا على حل مشاكلهم بأنفسهم…ثم ينتهي الفصل الثانى بتوديع جحا لهم ورجوعه من خلال الحلم إلى ساحة المحكمة فى عصره، وينتظر الحكم عليه وهناك يقابل أحلام وهى الشخصية الكفيفة لتكون المرادف لشخصية ياسمينا الكفيفة فى الفصل الثانى ويتعلق بها جحا تعلقا شديدا حيث أنها تشبه ياسمينا وتستعرض أحلام مأساتها مع المجتمع الذى يمحو اسمها ليناديها بأحلام الكفيفة .. وهنا نجد أنفسنا أمام مونولوج يحمل فلسفة عالية تجسد منظور المجتمع لذوي الإعاقة
وفى النهاية أقدم تحية من القلب إلى مؤلف ومخرج هذا العمل الذى يعد من الأعمال النادرة التى تجمع كل هذا الكم من ذوي الإعاقات المختلفة وعبر عنهم بشكل صادق ،مما أعطى التأثير العميق فى نفوسهم ونفوس المشاهدين……..
رجاء محمود