كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضي
الحياة الزوجية هي أسمى و أقوى علاقة ، وأجمل رابط إنساني من حيث أنها تقوم على المودة والرحمة والتسامح ،وأن مؤسسة الحياة الزوجية هي بناء قوي إذا ما أحسن تأسيسه منذ البداية فهو يقوم على التنوع والاختلاف لأنه يعطي للحياة الزوجية البهجة والتفاهم والقوة و أن الابتعاد عن الاختلاف والتنوع يجعل الحياة رتيبة ومملة وفيها الجمود .
وإذا تحدثنا عن التنوع والاختلاف فنجد أن هناك أختلافا من نوعين الأول الاختلاف التكاملي و الآخر إختلاف التضاد .
الاختلاف التكاملي :هو الاختلاف البناء، وهو عن طريقه تتطور به الحياة، و منه تزداد الحياة الزوجية قوة فهو يعطي للحياة الزوجية الراحة والسكينة والهدوء والطمأنينة التي لابد أن تكون وهي اساسية في نجاح العلاقة الزوجية .
و من هنا القصد من الثقافة هو ليست ثقافة قراءة الكتب العلمية والمجلات ولكن هي ثقافة التفاهم ،و حسن الإستماع للطرف الآخرفهي تعبتر ثقافة ،والتفاهم ثقافة،الرد ثقافة،و الفهم ،و الحوار والاستنتاج ثقافة ،حيث أنها ثقافات مختلفة تختلف باختلاف حاملها ،فمثلا الرجل يتحدث والمرأة تحسن الاستماع، وبالعكس المرأة تتحدث والرجل يحسن الانصات لها ،الرجل يتكلم والمرأة تحسن الرد عليه ،الرجل يقول رأيه في موضوع ما والمرأة تتفهم وليس شرطا أن يكون رأي الرجل مطابقا لرأي المرأة، هذا هو اختلاف الثقافات ،وهي المعرفة والوعي والإدراك لان الاختلاف هو الذي يبني عائلة سوية تنفع المجتمع والأمة، اختلاف الثقافات هو الذي يساعد على إخراج جيل خالي من أي عقد نفسية حيث أن الأب والام يعيشون في تفاهم و راحة و سكينة.
إنما إختلاف التضاد: هو عبارة عن مشاكل بين الزوجين وعدم التفاهم و المشاحنات المستمرة بينهما ،إختلاف التضاد هو الهدام للبيوت هو عدم الإستقرار ،هو الذي لا تستقيم معه الحياة ،هو عبارة عن زوجين لايستمعون لبعضهما ،ولا يفهمون بعضهما ،و في هذه العلاقة تهدر الطاقات ،تكون الأهداف متناقضة،و الطموحات متنافرة .
جميل أن نختلف الاختلاف البناء المفيد ، ولكن صعب علينا أن نختلف في الثوابت و الأهداف والطموح ،كل إختلاف مثمر فهو نافع لنا ولكل المجتمع وكل اختلاف مناقض للأهداف والمباديء ضار جدا أولا على الاسرة وثانيا على المجتمع .