كتب المحامي: بشار الحريري ..
يعد الاتجار بالبشر جريمة ضد الإنسانية، و يمثل انتهاكاً و امتهاناً صارخاً لكرامة الإنسان.
حيث خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان و فضله على غيره من المخلوقات .
يقول الله تعالى في سورة التين: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” (4 سورة التين).
و يأتي الاتجار بالبشر في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الجريمة المنظمة بعد تجارة المخدرات و السلاح حيث تحقق أنشطته أرباحا بالمليارات.
كما يعتبر الإتجار بالبشر إحدى أشكال أنشطة عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، حيث ازداد انتشارها في الأونة الأخيرة ، و تكاد لا توجد منطقة في العالم بمنأى عن هذه الجريمة.
و تعتبر جريمة الإتجار بالبشر ذات طبيعة خاصة كونها تستهدف فئة معينة من البشر لهم ظروفهم الخاصة التي يعانون منها ، كالفقر الشديد، و عدم وجود فرص عمل، إضافة إلى الاختلافات الإقليمية و التفاوت الاقتصادي و النزاعات المسلحة مما يفقدهم الآمان و الاستقرار الاجتماعي و بالتالي يصبحون فريسة سهلة المنال للإيقاع بهم من قبل المتاجرين من خلال بعض المغريات و الوعود الكاذبة فضلا عن الخداع و الترهيب و استخدام القوة و غيرها من الأساليب القسرية .
و نظرا لخطورة هذا الفعل فقد أولته العديد من المنظمات الدولية و الإقليمية و المحلية الحكومية و غير الحكومية اهتماما كبيرا من خلال العمل على سن قوانين و تشريعات و اتفاقيات و معاهدات و لإصدار بروتوكولات بمنع و قمع الاتجار بالبشر من خلال تجريمه و معاقبة الفاعلين و ذلك من أجل الحد من هذه الظاهرة و الحفاظ على كرامة الإنسان باعتباره عنصرا فاعلا في المجتمع و يسهم في تنميته و تطويره.
و قد اتخذت جريمة الإتجار بالبشر أشكالا متعددة و لم يسلم منها أيا من الجنسين الذكور والإناث، صغارا و كبارا ..
كاستغلال النساء و تشغيلهم في الملاهي و الدعارة .. و تشغيل الأطفال في ظروف غير صحية ..
و نزع الأعضاء البشرية و بيعها …الخ .
و هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الجريمة نذكر منها :
* الفقر
* التشرد
* الفساد
* عدم الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي.
* الحروب .
* تجرد الفاعلين لهذه الجريمة من إنسانيتهم لا سيما بعض ضعاف النفوس من الأطباء
* غياب الرقابة.
* الهجرة الغير شرعية.
في : 14/12/2019
زر الذهاب إلى الأعلى