كتب/خطاب معوض خطاب
الفنانة الشابة يسرا اللوزي فنانة مجتهدة وأم محاربة، وهي واحدة من الفنانات اللاتي صنعن لأنفسهن مكانا متميزا على الساحة الفنية، ولها جمهور كبير من المعجبين والمتابعين، ولعل ما يميزها عن معظم بنات جيلها أنها تزوجت مبكرا، كما أنها بيتوتية وتنام مبكرا، وتكاد تكون منعزلة وبعيدة تماما عن الشلل والسهرات الصاخبة التي تنتشر في الوسط الفني، وتضع بيتها وزوجها وابنتها دليلة في المقدمة دوما وقبل كل شيء.
وبعيدا عن الفن فإن الفنانة يسرا اللوزي قد تعرضت منذ عدة سنوات لاختبار شديد وتجربة قاسية، حيث لاحظت وقتها أن ابنتها دليلة التي لم تتم عامها الأول لا تتكلم ولا تتجاوب مع من يناديها أو يكلمها، وحينما عرضتها على الأطباء وأجرت لها اختبار سمع، اكتشفت أن ابنتها قد أصيبت بالصمم، وأصبحت غير قادرة على السمع، كما أنها بالتالي تواجه صعوبات كبيرة في تعلم النطق والكلام.
ووقتها أصيبت الفنانة يسرا اللوزي بصدمة شديدة ومرت بحالة نفسية سيئة ولامت نفسها كثيرا لأنها لم تنتبه لحالة ابنتها مبكرا، فقد كانت تعتقد فقط أن نومها ثقيل، وتماسكت ثم أخذت أجازة طويلة من العمل الفني، وتفرغت تماما لمتابعة حالة ابنتها الوحيدة، وتنقلت بابنتها من طبيب إلى طبيب ومن مستشفى لآخر، حتى استقر الرأي في النهاية على ضرورة إجرائها لعملية زرع قوقعة خارج مصر.
وبعد نجاح عملية زرع القوقعة أخضعت الفنانة يسرا اللوزي ابنتها لجلسات تخاطب لتدربها على النطق السليم، كما أنها تعلمت لغة الإشارة من أجل ابنتها، ومنذ ذلك الوقت نذرت نفسها لتبني مشكلة الأطفال ضعاف السمع والوقوف بجانبهم، والبحث عن علاج لمشكلة التكاليف العالية التي تتكلفها عمليات زرع القوقعة، وربما تعجز الكثيرين من أهالي هؤلاء الأطفال المرضى.
وهكذا فإن الفنانة يسرا اللوزي لم تهتم بحالة ابنتها دليلة فقط، بل بدأت رحلتها مع تبني فكرة التوعية بضرورة الكشف المبكر على الأطفال لإنقاذهم من مرض فقدان السمع، وتبنت حملة للتوعية بخطورة هذا المرض تحت عنوان “اسمعني”، وبعدما كانت بعيدة عن الإعلام ولا تظهر كثيرا في وسائل الإعلام، بدأت تظهر بكثرة في القنوات الفضائية وتجري مقابلات صحفية عديدة تحكي فيها عن تجربة مرض ابنتها وضرورة توعية الأمهات بخطورة مرض فقدان السمع على الأطفال الرضع، وطالبت بضرورة إجراء الكشف والعلاج المبكر خصوصا وأنه يولد كل عام بمصر ما يقرب من 5000 طفل يعانون فقدان السمع ويحتاجون إلى إجراء جراحة زرع قوقعة قبل بلوغهم سن 5 سنوات.
وتقول الفنانة يسرا اللوزي إنها فخورة بابنتها التي كانت تعاني من فقدان السمع، ولأنها أم مثل باقي الأمهات وعانت كثيرا من مرض ابنتها، وشعرت بما يشعر به أهالي الأطفال المرضى، ولذلك تبنت قضاياهم وتطالب وتحارب من أجل تسهيل الإجراءات والموافقات اللازمة من جانب هيئة التأمين الصحي لإجراء العمليات لهؤلاء الأطفال، خصوصا وإن الإجراءات قد تستمر عاما كاملا، كما أن تكاليف هذه العمليات تقترب من 200 ألف جنيه للحالة الواحدة، وما زالت تواصل الفنانة يسرا اللوزي حربها وحملتها التوعوية لحماية الأطفال حديثي الولادة من خطر فقدان السمع، كما تواصل سعيها لتوعية المجتمع بحسن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والوقوف بجوارهم حتى يحصلوا على حقهم في العمل والحياة.
زر الذهاب إلى الأعلى