صحتك بالدنيا
تعريف مختصر عن التوحد
إعداد وتقديم : المرشدة النفسية هبة أمين غدير
التوحد موضوع هام ويجب الاهتمام والنظر بعين الاعتبار لضرورة معالجته .. وهذا موضوع يأخذ حيزا من تفكيري منذ فترة وانا اسأل نفسي عن ماهية التوحد هل العجز والابتعاد عن الأخرين يوضح لنا مفهوم التوحد وإنما التوحد هو مجموعة من السلوكات والاعراض التي يلاحظها الآخرين ومن خلال سنوات عديدة من الخبرة والأبحاث نستطيع الآن فهم ماهي الاعراض التي تحدث مجتمعة معا بشكل أفضل وخلالها نستطيع تشخيص التوحد ، يوجد حاليا نظامان للتشخيص يستخدمان لتصنيف هذه الاضطرابات
أولها: الدليل الاحصائي التابع للجمعية الاميركية لطب النفس والذي يتوفر منه الاصدار الخامس يسمى:Diagnosic and statistical Marual of Mental Disorders
الثاني: النظام العالمي للتصنيف الاصدار العاشر ، على الرغم من وجود بعض الاختلافات الا ان تلك الاختلافات ليست ذات اهمية للغاية في نقاشنا العام حيث ان كلا التعريفين يتفقان على الخصائص الاساسية للتوحد
للتبسيط المعيار الهام لتشخيص التوحد : هو القصور المستمر في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي في شتى السياقات والتي لايتم ارجاعها في التأخيرات العامة في النمو ،تتضح الامور الثلاثة التالية:
أولا: القصور في التبادل الاجتماعي العاطفي عادة مايكون التفاعل مع الاخرين سهلا ومريحا مع الاطفال او الافراد بشكل عام، يتطلب تبادل اطراف الحديث من معلومات واهتمامات ومشاعر ويمكن ان يكون ذلك بين الكبار بالقدرة على الحفاظ على الحوار حول موضوع اهتمام مشترك او تحويل الحوار عندما يبدو احد الاطراف غير مهتم او غير مرتاح عاطفيا لذلك الموضوع
على سبيل المثال: إذا كان شخصان يتحدثان عن موضوع ما يمكن لاحدهم أن يلاحظ من نبرة صوت الآخر أن هذا الموضوع صعب للشخص الأول وبالتالي وبشكل عفوي يقوم بتغيير الموضوع لتجنيب الطرف الاخر عدم الراحة حول الموضوع بالرغم من ردة فعل الشخص الاخر عندما يجري شخص بالغ حوار مع طفل بشكل مماثل كلا الطرفين يمكنهم ملاحظة الطرف الاخر للحديث وتبدأ الجمل تتراكم على بعضها (مثلا) ماري طفلة عمرها ست سنوات تجلس لتتناول طعام الغداء مع والدتها وتسألها والدتها حول المدرسة حيث تجيب ماري حول مافعلته في المدرسة ضمن ذلك اليوم تذكر ملري حادثة طريفة فتضحك والدتها فتعتبر ماري هناك اشارة لكي تواصل حديثها فتواصل أخبارها عن المدرسة قد تبدأ ماري بالحديث حول موضوع أخر مثل اهتمامها بالدمى والالعاب ولا تلاحظ حيث ماتحاول الام تغيير الموضوع حيث اللعب ، عادة يحاول الاطفال اشراك الكبار في نشاطاتهم مثلا حيث يلعب طفل عمره ثلاثة سنوات بالكرة ينظر بشكل متكرر نحو والديه ليرى فيما اذا كان احدهم ينظر اليه او يدفع الكرة نحوهم حتى يقوموا بإلقائها نحوه في تبادل اجتماعي ، الان في التبادل الاجتماعي غير الطبيعي قد يتجاهل الطفل تماما من حوله بالغرفة ويستمر باللعب وحده
السمة الثانية : هي القصور في السلوكيات التواصلية غير الملفوظة التي تستخدم في التفاعلات الاجتماعية
التواصل غير اللفظي أمر اساسي للحفاظ على التفاعل ،نحن نستعمل عيوننا ،وجهنا،ايماءاتنا وجسمنا لإيصال معلومات والتجاوب مع الحديث
عادة نكون حساسين لتلك الايماءات فالنظر مطولا لشخص ما قد يشعره بعدم الراحة بينما ننظر لوقت قصير على شخص أخر سيشعره أننا غير مهتمين بالحديث معه ونقوم باستخدام وجهنا للابتسام او لاظهار التعاطف والحزن والاستجابة لما يقوله او يفعله الشخص الاخر ، الشخص الذي يعاني قصور في التواصل اللفظي قد لاينظر للشخص الاخر او ينظر لفترة قصيرة(ضعف تواصل بصري) قد يستخدمون ايديهم للايماءات دون تنسيق الحركة مع التواصل البصري او يستخدمون ايماءات بشكل غير ملائم او مبالغ به ،قد تكون تعابير وجههم مبالغ بها او محدودة للغاية
السمة الثالثة : هي القصور او النقص في انشاء الحوار في العلاقات الاجتماعية ،القصوؤ في انشائها والاحتفاظ بها تتراوح هذه الصعوبة لتعديل الصعوبات لتناسب مع السياقات الاجتماعية المختلفة الى صعوبة في المشاركة باللعب التخيلي او تكوين الصداقات
يركز هذا المعيار (الاخير) على ان اوجه القصور المذكورة سابقا تؤدي لضعف في النمو وديمومة الصداقات
من المهم التركيز ان العلاقات هنا يقصد بها مايشتمل على الاشخاص من غير الاهل او مقدمي الرعاية كالاطفال الاخرين وما يتناسب مع مستوى نمو الطفل فنرى ان الاطفال المصابين بالتوحد انشاء علاقات مع اشخاص كبار مثل معلمين مساعدين …. الخ
يعود ذلك الى ان هؤلاء الكبار يبذلون الطفل جهدا لإدامة تلك العلاقة ،ببنما بناء العلاقات مع الاطفال الاخرين اصعب بكثير ،نرى في بناء العلاقات الاطفال مصابي التوحد يقفون جانبا ليروا ماذا يفعل الاطفال الاخرين دون معرفة التواصل معهم بينما نرى بعض الاطفال الاخرين كيف انهم غير مهتمين بالاخرين وينزوون ويلعبون بأنفسهم
إقرأ المزيد تجربتى مع التوحد
“أم زيد”زيد طفل توحد لكنه ذكي جداً..بتمنى يصير صانع إكسسورات عالمي
فقط ساندني وسترى إلى أي مدى أستطيع الوصول…