صحتك بالدنيا
مصر في زمن الكورونا
يعتبر فيروس كورونا من الفيروسات الأشد فتكاً بالإنسان حيث أنه يؤثر على الجهاز التنفسيويسبب فشل في أداء وظيفته مما يؤدي في النهاية للوفاة .
مما يجعله فيروساً مميتاً ، ولسوء الحظ تتشابه أعراضه مع أعراض نزلات البرد (التهاب بالحلق ،سعال ، إرتفاع في درجة الحرارة ، فقدان في حاسة الشم والتذوق ، خمول في الجسم ، إسهال ) ، واعتبرته منظمة الصحة العالمية وباءً عالميا حيث أنه اجتاح العديد من البلدان العربية والأوروبية وكذلك الولايات المتحدة .
وللأسف الشديد مصر كانت من ضمن البلدان التي انتشر فيها هذا الوباء وانقسم شعب مصر إلي عدة طوائف في تعاملة مع هذا الوباء
الطائفة الأولي ( الحكماء )
هذه الطائفة قليلة ويتعاملون مع هذا الوباء بحرص شديد جدا ، حيث إنهم ملتزمون بالبقاء في المنزل رافعين شعار ( إبق في المنزل ، لتكون بأمان ) ، خروج عند الضرورة القصوى مرتديين الكمامة الصحية ، تاركين بينهم وبين أي شخص مساحة عند التعامل معه .
الطائفة الثانية (المتناقضون )
هذه الطائفة تعتبر الأكثر شعبية يتعاملون مع الوباء بقليل من الحرص وقليل من الوعي ، يلتزمون أحيانا بالمنزل ولكن يكثرون من النزول للشوارع على أقل الأشياء ، يلبسون الكمامات القطنية التي لافائدة منها وقليل منهم الكمامات الطبية ولكن يكثرون خلعها وارتدائها مرة أخري ، تارة يلتزمون بالتباعد الإجتماعي وتارة أخري يمكنهم الخوض في الزحام ،لا استطيع أن أشبههم بأي شئ ولكن ممكن أن أقتبس تشبيها من صديقي الميكانيكي ( يادكتور احنا شعب ملوش كاتالوج نمشي بيه ) .
الطائفة الثالثة ( الجهلاء )
يعيش هؤلاء الأناس في العالم الموازي للحياة ، البعض منهم منكر للفيروس وأن كل هذا مجرد مكيدة ، والبعض الآخر معترفون بوجوده ولكن لايرتدون الكمامات الطبية ولا القنطية ولكن لابد من وجودها في جيوبهم أو شنطهم حتي لا يتعرضون للغرامات ، يتعمدون الخروج أوقات الحظر والتجمع ولكن بعيدا عن أعين الباقين حيث أنهم من الممكن التجمع في شقة أحدهم .
تسول لهم عقولهم أنه من الجيد مخالفة القوانين والقواعد وأن هذه القواعد قد سنت ليس للحفاظ عليهم بل لفرض الغرامات المالية .
ولا يتوقف الجهل في محو الذاكرة فقط ولكن يصل بهم إلي ارتكاب جرائم وحشية يندي لها الجبين كما حدث مع الدكتورة سونيا عبد العظيم حيث رفض معظم أهالي قرية شبرا البهو محافظة الدقهلية دفن جثمانها لمجرد أن الوفاة نتيجة لفيروس كورونا لك ان تتخيل عزيزي القارئ مدى الجهل ليس بالعلم فقط ولكنه جهل بالدين أيضا .
لا أستطيع أن اصف هذا الفعل المشين غير أنه فعل مجرد من كل معاني الإنسانية .
حضرت بنفسي موقفاً مهيباً لو أن الكورونا رجلاً لبكى ، فعند دخولي باب البنك مرتديا الكمامة الطبية وجدت أحد أفراد الأمن يعترض طريق سيدة لا ترتدي الكمامة حيث دارت بينهما مشادة كلامية انتهت بعدم دخولها الى البنك إلا في حالة ارتداء الكمامة .
وقفت هذه السيدة تنوح حتي أتي لها رجلاً خارجا من البنك ليسألها ماسبب هذا النواح لتخبره بأنها ليس معها كمامة وذلك يعيق دخولها البنك ، فبكل معاني الحب والإنسانية طمأنها فإذا به يخرج الكمامة التي كان يرتديها من جيبة ليعطيها إياها فتأخذها مبتسمة وكأن عادت إليها الحياة مرة أخري عارضة عليه ثمنها لنجده يرفض المبلغ ضاربا كل الأسباب المنطقية للرفض بعرض الحائط قائلا ( إنها ليست لي بل إنها لرجل اخر كريم أعطاها له قبل دخوله البنك ) لنشاهد جميعا الفيروس وهو يبكي محاولا جمع أشلاءه .
في رأي المتواضع للغاية أن أكثر فئة ستؤدي إلي إغراق السفينة هم طائفة الجهلاء
يتبع …
كتب /أحمد شوقي
إقرأ المزيد الطيارة الورق رغم أنف الكورونا
النساء أكثر قدرة على مقاومة كورونا من الرجال