أدم وحواء

الصمت ملاذي في زمن الثرثرة

"خير الكلام ما قل ودل"

بقلم إيناس رمضان

أتأمل من حولي في هدوء أميل إلى الإنصات دون حديث فقد أصبح الصمت رفيقا….
مع مرور الوقت والتجارب الحياتية أيقنت أن الصمت فن لا يتقنه إلا القليل وإن صدق الصمت أبلغ من نفاق الكلام .
قد يظن البعض أن الصمت ضعف ولا يدركون أنه القوة بحد ذاتها وأن الإنسان الناجح هو من يدرك متى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويجيد فتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم بل وأن الواعي هو من يعرف متى يتكلم ومتى يصمت.

نعم لقد أصبح الصمت لغتي وملاذي وسط تلك الثرثرة الهوجاء ،فلم أعد أحتمل ذلك الصداع من حديث بلا نفع، أو ضياع للوقت بلا فائدة مع إناس يجعلونك تتساءل في حيرة شديدة كيف تعمل تلك العقول. ،؟

(وجدت أن الصمت لغة تحتاج إلى سنوات حتى تتقنها ومن يفهمك جيدا يستمع إلى صمتك قبل كلامك فنظرة العين بلا صوت وهمسة القلب من أروع ما تستمع إليه دون أن تقول شيئا.

أعمل في صمت وأجعل عملك يتحدث عنك
ولا تتحدث للفت الأنظار فمن لا يعي صمتك فلا جدوى من كلامك.
.
ولا أقصد من كلامي ذلك الصمت المصحوب بمرارة في الحلق والتي يجبر عليه الإنسان في بعض اللحظات حيث تختفي الحروف وتتبعثر الكلمات وتئن خلالها القلوب دون أن تبوح يا له من صمت مر يجب التخلص منه حتى لا تصير سجينا له فتكن كالشمعة المضيئة التي تنير لمن حولها في حين أنها تحترق.. فلن يشعر بك أحد ولن يتألم سواك.

“خير الكلام ما قل ودل”

نسعى بكل طاقتنا ليتعلم أولادنا الكلام وقد يستغرق ذلك سنتين على الأقل ونخشى عليهم من الصمت والأجدر بنا أن نعلمهم متى نلتزم الصمت ومتى يجدي الكلام….

وأن نجعل لهم في رسول الله “صل الله عليه وسلم” قدوة حسنة في قوله (إذا تحدث أحدكم فليقل خيرا أو ليصمت).

إقرأ المزيد قدرٌ خارق وصيفٌ حاذق و الخيرة فيما اختاره الله

” قهوة مضبوط ” بقلم د. غادة فتحي الدجوي

ضجيج الصمت

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock