حياة الفنانين

“خضر أبو غانم”من يقرض الشعر يجب أن يكونَ مخلصاً للعربية..مايميزني عن غيري هي الجرأة”

 

خضر علي أبو غانم

سورية حماة مصياف / قرية الموعة مواليد ١٩٧٤م

معهد متوسط للمراقبين الفنيين

أقرض الشعر العمودي منذ العام ١٩٨٨ م والزجل وبعض فنون الشعر النبطي أو كما يسميه بعضهم (الشعر البدوي )

شاركت في عدة ملتقيات ثقافية في مدن حماة واللاذقية وحمص ونشرت عددا من أعمالي الأدبية في جريدة الفداء /حماة لغاية العام ٢٠١١م

كتبت للوطن والقائد ورجال الجيش العربي السوري وكتبت للشهيد وكتبت الغزل والوجدانيات

إعداد وحوار / أيوب أبو اللمك الكميت

إخراج / ريما السعد

 كيف كانت طفولة خضر ابو غانم ؟

 هي بداية رحلة العمر المولودة من البراءة والصدق الممزوجة بالشقاء والفقر الحاضرة في الذاكرة كل لحظة

 الموهبة تعكس لنا شعرا حقيقياً ولكنها لاتكفي لتحقيق ما يصبو له كل شاعر…برأيك أستاذ خضر ماالعوامل الأخرى التي تساعد في قرض الشعر الحقيقي والجميل؟

 الموهبة هي الأساس ولا تصقل إلا بإلمام الشاعر بقواعد اللغة العربية صرفها ونحوها ودراسة أعمال الكبار من الشعراء

 كل من حاورتهم من الشعراء والأدباء وطلبت منهم الحديث عن طفولتهم حدثوني عنها ولم يغب في وصفهم لها الشقاء….هل للبيئة التي يعيش فيها الشاعر أثر في تكون أو صقل موهبة ما سواء شعرا كانت ام غيرها؟

 شقاء الطفولة يتعلق بهذه المرحلة عموما والبيئة تظهر هذا الشقاء بشكل جلي وأنا برأيي الشخصي إن شقاء الطفولة كأيام الشباب يشحذان الموهبة ويميزانها وتبقى الثقافة العامة هي روح الموهبة وحركتها القوية

 لكل من الشعراء بعد يميّزه عن غير ماهو البعد الذي يعبر فيه الشاعر خضر ابو غانم في كتاباته؟

 لا أرى ما يميزني عن غيري سوى حرية التعبير التي أراها حقا وأمارسه ومبدأ أعتقده بخلاف النسبة العظمى من شعراء العصر

وأما عن الأفق وبعد التعبير فأفضل الكتابة القائمة على حقائق معروفة وأميل للعمل الأدبي الواحد في الهدف والغرض

 أين أنت من البعد الوطني في كتاباتك وفي ظل ماتعيشه سورية من حرب إرهابية كونية عليها بدأت منذ 9 سنوات ولم تنته حتى الآن؟

للأمانة والحقيقة منذ بداية الحرب القذرة على سوريتنا الغالية كنت من طلائع الشعراء الذين حركهم الحس الوطني فكتبت للقائد والشهيد والجيش وما زلت فالوطن نحن أبناء الفقراء والفلاحين ولسنا غير الوطن

 هل تتفضل بإطلاعي على بعض مما كتب للوطن ؟

وطني حماك الله فاسلم شامخا

من كل أعمى لم يرد أن يبصرا

بوركت من وطن عزيز يعتلي

أعلى المنابر قصد عهد أخضرا

بعزيمة من شبل واعد

لكفاح من باع البلاد وما اشترى

سورية الشرف العروبي الذي

بدماء أشبال العرين تقررا

عشت ودام نبض قلمك..كلام جميل ورائع من شاعر شاعر بهموم وطنه وقيمته..

 استاذ خضر كيف علاقتك مع دور النشر وياحبذا لو تحدثني عن أعمالك المطبوعة إذا سمحت؟.

 في هذه الآونة ليس لي أي علاقة رسمية مع أي مؤسسة إعلامية أو دار نشر وذلك بوجود مواقع التواصل الاجتماعي التي سرعت انتشار الأعمال الأدبية وأما عن مطبوعاتي فهي قصائدي المنشورة في جريدة الفداء لغاية ٢٠١١م وقصيدة يتيمة في ديوان منارات الجزء الثاني ومؤخرا صدر لي سبع قصائد في ديوان العرب للنشر والتوزيع /جمهورية مصر العربية

 افهم من كلامك انك مناراتي ماهذه الصدفة…يبدو ان منارات الأدب قد احتضنت الكثير من الشعراء والأدباء….

هل هناك ماتريد ان توجهه لمنارات وربانها الأستاذ الشاعر والأديب حسن داود له مني كل الاحترام والتحيات؟

 لقد انضممت إلى منارات لمدة عام تقريبا وشاركت في مهرجانين مع شعراء منارات في مدينتي حمص واللاذقية والأستاذ الشاعر حسن داود قامة أدبية يستحق كل الحب والاحترام

 هل مازلت إلى الآن في منارات؟ ههههه

 أنا حاليا لا أعمل في أي منتدى أدبي لأسباب تتعلق بطبيعة الكتابات التي أكتبها وهي غالبا ما تتعارض مع المفاهيم المعمول بها تحت مسميات الالتزام والهروب من الواقع

ومنارات تبقى أسرتي التي أحب ولي فيها إخوة وأخوات أكن لهم خالص الحب والمودة

 من خلال متابعتي لك وما تنشره على صفحتك الشخصية أستاذ خضر لفتني مشاركة لك بقصيدة بالشعر المحكي….لماذا تميل أحيانا لذلك النوع من الشعر؟.

 هذا ليس ميولا بل إيمانا وعملا بأن الشاعر هو الناطق على لسان حال الواقع الذي يعيش

كم حري بالشاعر أن يحدث كلا بلغته وفي لغة الجمال يبقى للزجل وقعه في النفوس على مقتضى حال التمييز بين المتذوق بالفطرة والمتذوق بالصناعة

الشعر المحكي هو ابن عم الشعر العمودي فهذا على البحور الفراهيدية والزجل على موسيقاها

وتجربتي مع الزجل تعود إلى قصة جرت معي في دير الزور حيث الاعتزاز بالمناطقية فقد كتبت زجلية باللهجة الديرية الدارجة وتم عرضها على الأصدقاء وكان محور السؤال مااسم الشاعر الديري الذي كتب هذه القصيدة فسحبنا شهادتهم بأن هذه الكلمات لابن المنطقة وهذه هي الأصالة وكما تعلم لا أحد يقول عن زيته عكر

 الآن سأنتقل إلى سؤال أسأله في أغلب حواراتي التي اجريها مع الشعراء…

هناك مؤسسة اسمها اتحاد الكتاب العرب في سورية…هل انت عضو فيها…واذا كان لا فلماذا.؟

 أنا لست عضوا في اتحاد الكتاب العرب ولن أكون وذلك لأسباب عديدة أولها وأهمها الغياب التام لهذه المؤسسة وحالها حال الإعلام ولا فرق ،وثانيا معرفتي عن قرب بعدد ممن كتبوا وألفوا ونشروا وطبعوا باسم اتحاد الكتاب العرب ولا أخفيك سرا فإن الضياع الأدبي عند الغالبية العظمى هي العقيدة المعمول بها فهل تعارضني إذا قلت إنه من الواجب على عضو اتحاد الكتاب العرب أن يكون مرجعا لأم الضاد وليس موظفا يتقاضى أجره عما يكتب؟

لقد تقدمت بطلب انتساب إلى الاتحاد في ١٩٩٩م ولكن على ضوء ما سقت لك من الحديث لم تتوفر عندي الرغبة والقناعة فلم أكمل هذه التجربة وإن كان الموضوع محل لقب وشهادة فيمكن للشاعر أن يؤدي رسالته عند أهلها بما يناسب الأمانة في أداء موهبة السماء

 لمن يقرأ الشاعر الأديب خضر أبو غانم من الشعراء؟

 في الحكمة والمنطق السليم لأبي العلاء المعري وفي الشاعرية الخالدة لأبي الطيب المتنبي وفي بعد الأفق وتحقيق المعرفة للمكزون السنجاري هذا الثالوث من أهم الشعراء الذين أقرأ لهم وأقرأهم

 ماهو طموح الشاعر خضر ابو غانم الأدبي؟ وهل هناك حلم تريد تحقيقه بشعرك وكتاباتك ؟

في أيام فوضى الأدب كل طموح جموح فلا حلم لي إلا أن أرى الأمن ترفرف راياته وتخفق أعلامه في سماء بلدي الحبيب وأكتب أهازيج النصر وفاءا لرجال الله على الأرض وأرواح شهداء

أمتنا الأبرار وأما الشهرة الأدبية فلا أهتم بها وما يهمني أن أكون صادقا مع نفسي في كل كلمة وكل حرف أكتبه

 سؤال اردت مني أن أوجهه لك أستاذ خضر ولم أفعل.ماهو.؟

 السؤال : ما تصنيف القصيدة المعاصرة في ديوان العروبة في ظل اختلاط الكبار بالصغار والتعدي المؤسف على قداسة العربية من خلال الفوضى التي تشهدها الساحة الأدبية؟

تفضل

القصيدة المعاصرة غير ملتزمة بهدف وغرض فمن يقرأ ويدرس يلحظ حالة الضياع جلية ودون عناء فبغض النظر عن تقسيم القصيدة المعاصرة إلى عمودية وتفعيلة فالأعمال الأدبية القائمة على خطاب العقل هي شبه معدومة والشائع هذه الأيام هو التقليد وتعطيل حركات العقول والتعصب لأمير الشعراء وملك الشعراء ووزير الشعراء وكأن ربك تعطلت صنعته وكسرت قوالب إبداعه

 برايك ماسبب تلك الفوضى التي تشهدها الساحة الأدبية ..وهل نحن نبتعد عن اللغة العربية ام نقترب منها؟.

 الفوضى الحاصلة ليست بنت الصدفة قولا واحدا و قارىء التاريخ يرى تغييب القامات العملاقة بفعل فاعل فالنشء في بلداننا ملزمون بقراءة ياسر الأطرش ويحيى حاج يحيى وأمثالهم من الخارجين من الإنسانية

أين سليمان العيسى والجواهري ونزار أين بدوي الجبل ونديم محمد وبدر الدين الحامد من مناهج التعليم

هل غابت أسماؤهم مع غيابهم أم غيبها المؤتمنون والأوصياء على اللغة العربية بشكل مسيس ومقصود

اللغة العربية تنحر من العنق

 كلمة اخيرة توجهها لمجلة سحر الحياة؟

 أشكر القائمين على هذا الصرح الإعلامي إدارة وأعضاء والشكر متصل وموصول للإعلامي القومي والوطني وصوت الحق الجريء أبو اللمك ألكميت أيوب مع أصدق التمنيات لكم جميعا بدوام الرقي والارتقاء ودامت لغتنا العربية الشرف السليم من الأذى والكرامة التي لا تدنس

ولكم خالص الحب إخوة الجمال والكلمة الطيبة الهادفة

تحياتنا لك استاذ خضر وشرفتنا بهذا الحوار الجميل…

دمت بخير والوطن

زادكم الله شرفا وكرامة ودمتم لنا أخا غاليا نعتز ونكبر به

 

إقرأ المزيد “فيلدا سمور “مكتبتي في أيدٍ أمينة أهديها لجيل الشباب لعلهم يقرؤون

“حصري” زهير عبد الكريم يكشف تفاصيل العمل الذي سوف يجمعه مع “صفاء رقماني” !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock