شعر وحكايات
كواليس في الحب “المقتطف ما قبل الأخير”
في الماضي
أنا حامل….
يترك غدي القلم من يده واضعاً نقطة نهاية احدى قصصه… يسحب النظارة عن وجهه فتبدو عيناه أجمل… غدي ذاك الرجل قبل وضع النظارة عاد لي… صاحب العينين الجميلتين….
ركض نحوي.. احتضنني بكلتا يديه… دار بي… عاد الزمن للوراء…. ودارت الحياة بنا مجددا… احتضنته كطفل وجد الأمان أخيراً….
دموعه الساخنة حرقت كتفي….
مسكت وجهه بكلتا يدي : أتبكي…
عاد لاحتضاني… دعيني ابكي… ستأتي طفلتي للحياة…
فهمست في أذنه: أو ربما يعود زين للحياة…
ارتخت يداه… ابتعد قليلا… بل ابنتي…. زين لن يعود للحياة…
أحبك ريم…
…………..
في الحاضر… مشهد نهاري داخلي….
في غرفة التحقيق….
المحقق: ماعدت أستطيع تحديد مسار هذه القضية… القسوة لم تنفع معك… دعيني أغلق هذه القضية ساعديني….
أنا لست بقاتلة….
كل الأدلة تدور حول حبكما الكبير… قصتكما كادت تتخلد… لم أستطع إثبات إنك قاتلة… قلبي يخبرني كم تحبيه و عقلي يرفض براءتك…
_ ألوح لغدي من النافذه….
ينظر المحقق للنافذة فأعود لأحمل وجهي الجاد…
لمن تبتسمين؟
اليوم أثبت بإنك فقدتي عقلك… حياتك… أمومتك… و حبك… أما براءتك فأثبتيها أنت….
………………….
في الماضي…. بعد مرور أشهر على هذا الحمل…
يخبرني غدي بانه قد اشترى غرفة لطفلتنا رافضا شعوري بشكل تام بأنني أحمل داخلي ولدا وليس فتاة …
وبإنه قد أوصى أحدهم بجلب كل شي يحمل اللون الوردي في السوق…
محتارا باسم الجنين رؤى أم علياء؟
ثم احتضنني معتذرا عن تجاهله لرأي ولكن سعادته تفوق كل شيء…
كانت شهور غريبة و كأن غدي عاد لي من جديد…
ماعاد شيء يعنيه سوى الاهتمام بي و التخطيط لمستقبل يحمي به طفلتنا… مرددا بأنه يريد طفلة تشبهني.. ولن يعارض اختيارها لفارسها مهما حدث بل سيمسك بيدها دائما كي لا ترحل عنه… حالما بأن تدخل كلية الطب… وبأنه لايود ان تمتلك موهبة الكتابة فهي الجحيم والحياة….
مرددا لا بأس بأن يكون صبي ولكن سيتحمل العيش داخل اللون الوردي الذي اشتريته… جملة كانت تضحكني فلقد اقتنع أخيرا بأن الجنين قد يكون ولدا…..
……………..
اليوم تحديد جنس المولود….
في عيادة الطبيب...
خبر سيء… ينطق طبيبي هذه العبارة… ويصمت…
أخرج من عيادة الطبيب أبكي وأضحك أتحسس طفلي الذي في داخلي…
حقا زين…..
دخلت المنزل ليستقبلني غدي بتلهف…
أخبريني هيا… إنها طفلةصحيح..
لم أشعر سوى بحرارة دموعي تلك… ناطقة بألم يكاد يربط لساني :لا
لااااا لا بأس لا بأس سيتحمل معاناة ذاك اللون الوردي.
شدني إليه… لا تبكي… أرجوكِ…
_ أنا حامل بزين… أحمل بين أحشائي جنينا مريض.
ليبتعد رافضا إياي عدة خطوات…. في تلك اللحظة علمت بأن للإنسان وجه أخر لن يظهر إلا عند الألم… وها قد ظهر غدي عبد المنعم. ليبتسم في وجهي و يصمت عن حبي للأبد.
نوار لقمان بلال
إقرأ المقتطف السابق كواليس في الحب ” المقتطف السادس”