( مقتل غدي عبد المنعم قضية رأي عام) يراودني سؤال….
هل يخلق الإنسان قاتلا أم يصبح قاتلا… قاتلا من صنع الألم…
وكيف يتحول من إنسان مظلوم بظروفه… لظالم و قاتل بلا قلب.
… هل يصدر فعل سيء عن شخص دون تبرير.. دون سبب..؟ أم هناك جواب لكل فعل… فقط ابحث بالماضي… أربط أفعاله مع معاناته و مامر عليه.
أنحكم على القاتل؟ أم نحكم على من جعله يصل إلى مراحل القتل؟
حياة ظالمة، ليست بعادلة… والمظلومون نحن…
سألني غدي يوماً…. هل ظلمك أحد لدرجة أنك شعرت بغربة الحضن الذي تنتمي إليه؟
كنت بين أحضانه… كنت على وشك أن أجيبه بأنك ظلمتني… وماعدت أنتمي إليك…
ولكن في تلك اللحظة راودني خوف دون سبب… خوف ما
حاصرني وماعادت أحضانه آمنة… لأول مرة أخافه.
أكمل… نفتني عائلتي بعيدا عنها… منذ أن مات أخي…
أحمد مريض داون… لم تسمح له الحياة بالعيش طويلاً… فارقنا و أخذ ضحكات منزلنا معه… فرح أبي … و حياة أمي…
ظلمني كثيرا… لا أتذكر بأنني استطعت خلق ضحكة واحدة في ذاك المنزل
حتى ماتت أمي من حزنها عليه تماما بعد موته بسنة. وابي ترك البلاد ورحل… هاربا من ذكرياته… في ذاك اليوم تمنيت لو لم يخلق الله أحمد… لو لم يزرع الله شعور الحب و التعلق به في قلب أمي… لما كنت الآن رجلا منفيا بلا عائلة… بلا أم تحتضن ألمي و أب يرعى شبابي هذا الذي ضاع فقرا …
………………………..
في الحاضر… مشهد نهاري داخلي….
أستدعت طبيبة نفسية لتقابلني…
تحاول أن تعقد معي اتفاقا… أخبرها بسري و تتكتم عنه.
كانت تجلس بجانبي…
_أهذا يزن؟
حاولت حمل دميتي.. ما إن وقعت يدها عليها… حتى كاد الجنون يسيطر على عقلي… ساخبه به إلى أحضاني… خائفة من أن أنتمي لغربة قد سألني عنها غدي يوماً…
_طفل جميل…
_ هل تحبينه؟
لم أجب كنت فقط أريدها أن ترحل….
_ هل أخبرت غدي بأنه قد مات؟
صرخت : لا لا لاتخبريه….
_ أعدك… لن اخبره بشيء… هذا سرنا…ولكن من قتله؟
أنا لست بقاتلة… أنا لم أقتله…. غدي عبد المنعم كاذب…
………..
إيمان : نوبة جديدة….
………..
جريمة غامضة….
مقتل الكاتب غدي عبد المنعم.. صاحب أكبر عمل تلفزيوني يمثل متلازمة الحب. ..
أصحاب متلازمة داون بحزن وحداد على غدي عبد المنعم…
مطالبة بإعدام القاتل….
معا لإسقاط الضوء على جريمة إنسانية قُتِل بها الكاتب الراعي الرسمي لحقوق متلازمة إنسان…..
عناوين لجرائد اليوم…. الصحافة… التلفزيون…. الراديو… المدينة… الوطن العربي…. اليوم مقتل غدي أصبحت قضية رأي عام…. والقاتل من؟
…………………
في الماضي…..
يخبرني الطبيب بأني أحمل بين أحشائي طفلا…..بعد محاولات عديدة لزرع طفل….. اليوم تحدث معجزة ربما هدية إلهية……
اليوم أضحك وأبكي أحتضن طفلي الذي لازال جنينا…. أحدثه عن والده…
أمشي في الطريق و أوزع سعادة للناس….
ربما طفل من غدي كفيل بإعادة العمر لنا…. ربما طفل من غدي كفيل بحدوث صفقة صلح بيني وبين عائلتي….
بدموع ساخنة وقلب متلهف… بشعور أمومي غريب مخيف نطقت
غدي أنا حامل…
نوار لقمان بلال
إقرأ المقتطفات السابقة كواليس في الحب ” المقتطف الخامس”
كواليس في الحب ” المقتطف الرابع”
كواليس في الحب ” المقتطف الثالث
“كواليس في الحب ” المقتطف الثاني
كواليس في الحُب… المقتطف الأول