كسب لقمة العيش هو المعنى الحي لمفهوم العمل من أجل الحياة واستمرارها
فالسؤال الجوهري يا صديقي هو هل تعمل لتعيش أم تعيش لتعمل؟
فأنا كما عملت لسنين طويلة كمسئول توظيف أجد أن الشغف والطموح الشخصي هما الدافع لنجاح أي حياة عملية ليس فقط شهادة تخرج جامعية لا تفيدك بشئ بدون سنوات عديدة من الخبرة المطلوبة في كل الوظائف التي ولسخرية القدر تريد إنسانا بخبرة 35 سنة لتعطيه راتبا لشخص حديثي التخرج !
لذا عملك ليس مقياسا لذاتك ولا رؤيتك الشخصية بل هو عمل مؤقت لكسب لقمة العيش حتي لو كنت تعمل في أمازون أو جوجل ! فأنا عرفت أشخاصا عملوا هناك لسنين وتركوها للسعي وارء هدف أكبر ومكسب شخصي أكبر.فكونك موظفا مغمورا تعمل في شركة عالمية .أنت فقط تستفيد بالقدر الذي يتيحه لك منصبك ولكن إذا فكرت في العمل الحر (الفريلنسر)فكل بيئة العمل مفتوحة امامك .
لذا أنت دائما أمام اختيار إما مرتب ثابت بنهاية كل شهر أو العمل المتواصل للقدرة علي تحقيق الاكتفاء بعملك الحر والتعلم لمهارات جديدة كل يوم لزيادة مكاسبك الشخصية .فكلما تعلمت أكثر من مهارة علمية يمكن أن تضيف لرصيدك الكثير إذا أدركت الطريقة المثلي لاستغلالها.
وذلك للاستقلال بذاتك وتحقيق استقلالك المادي والكف عن سؤال الناس.فالتدرج الوظيفي مطلوب وعدم اللجوء لشعارات رنانة مثل المصلحة العامة وروح الجماعة وكن علي يقين أن كل شخص يعمل لمصلحته الشخصية ولتنفيذ رؤيته الخاصة علي أرض الواقع .حتي مدير الشركة لو كان شخصا غير مالكها فهو يعمل في حدود ما يبقي عمله مستمرا بعيداً عن مصلحة الشركة ولكن إذا كانت مصلحته الشخصية ومصلحة الشركة علي نفس الاتجاه فهو يسيرهم في خطين متقاطعين ولو غير ذلك فممكن أن يتوازى الخطان كلاً لمصلحته يسير في اتجاه.
فالعمل علي المستوى الشخصي شئ أساسي في يوم أي إنسان سواء فهو يعمل كي يدرك أنه يصنع فارق في حياة الغير
لا يمر يومه بدون مساعدة شخص .
وأهم مساعدة تفعلها كإنسان هي أن تفيد و تنفع نفسك وتعمل على ترقي حياتك كل يوم .ذلك ليس من الأنانية في شئ كما ذكر الدكتور مصطفي محمود أفضل شئ تصنعه لإنسان فقير لا أن تعطه صدقة مؤقتة ولكن هو الا تكون فقيرا مثله فيزداد الفقراء واحدا بك !
لذا سواء كان عملك في مجال دراستك الجامعية أم لا
سواء اكان تعليمك عاليا او متوسطا أو أنت شخص امي
سواء كنت أنثى أو ذكر
فأنت في جميع الأحوال بحاجة إلى عمل
كي يؤمن لك معيشتك
فعملك كرجل هام حتى تسطتيع بناء أسرة والتكفل بكل ما يتطلبه الأمر من ماديات
وعملك ك فتاة هام لتحقيق ذاتك وخلق الأمان المادي لاحتياجاتك وجعل شريك حياتك يعلم إنك مستمرة معه لأنك في علاقة متزنة لطرفين متساويين لا كي يعيلك ماديا فقط وإن كان هذا من أساسيات الزواج في الدين(أن يعيل الرجل أهل بيته) .
ولكن ذكور هذه الأمة في أيامنا هذه أضحوا يذلون بناتها بأنهم هم من يطعموهم ولهم كل الفضل في ذلك! لا يدركون هؤلاء الذكور أن هذا هو الفضل أو الميزة التي ميز الله بها الذكر علي الأثني هو أن ينفق الذكر علي الإنثي وتكون تحت جناحه كما قال الله في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم
وعلي نفس نمط هذا السؤال تكاثرت النقاشات بين وفاء ووالدتها عن مفهوم الحياة والعيش
هل نحن نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل
وذلك لأن وفاء تتبع وصية الرسول محمد–صل الله عليه وسلم ,فعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِن بَطْنِه، بِحَسَبِ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه، فَإنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فثُلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لشَرَابِه، وثُلُثٌ لنَفَسِه)) [رواه الترمذي].
لذلك تأكل وفاء لقيمات صغيرة كي يقمن صلبها لا كي تقضي عمرها تأكل بدون حساب .كما يفعل بعض الناس تحت بند التعايش مع الحياة والقضاء علي الفراغ
لذا يقول النبي ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ
كما قال الرسول محمد-صل الله عليه وسلم –إن الفراغ والصحة أعظم نعمتين ينعم بهما الإنسان لذا ابدأ من الآن في استخدامهم لصالح حياتك وتعلم كل يوم شئ جديد وبهذا تكون تعلمت 365 شيئا في السنة أليس هذا رصيد كبير يضاف لك كي تثقل مهاراتك وتطور ذاتك.