المتأمل اليوم لما يحدث في حياتنا من صراع من أجل الحياة يدرك أهمية ماكنا نعيشه من نعم للأسف لم نشعر بها لأننا ألفناها واعتدنا عليها حتى تحولت إرادة الحياة داخلنا إلى صراع من أجل البقاء وكأننا نعيش كوميديا سوداء مبكية حتى الثمالة ما بين كورونا الذي أصبح متوحشا متحورا لادليل عليه فعجز الباحثون عن الدواء و لا علاج له ولانهاية إلا بالموت الذي يعصف بنا ويفقدنا الأحبة والأصدقاء والأقارب
وليت الأمر اقتصر على كورونا في صراعنا من أجل البقاء بل نحن نواجه أيضا أمواجا عاتية تدمر الأخضر واليابس بحروب مفتعلة مدمرة للحجر والبشر في كل مكان تترك وراءها ملايين من الجوعى والقتلى والمشردين والمتسولين لأبسط حقوق الإنسان وهو حق الحياة
والمدهش حقا أننا نجد أغلب الناس يعيشون حياة عادية ويقيمون الأفراح ويتجمعون في البيوت للعزائم والولائم ويهتمون بنظرة الناس إليهم ويلهثون وراء أحلام لن تتحقق لأن حياتنا في هذا الزمن أصغر مما نتصور بل وأحيانا يبالغون في حياتهم ويسخرون من كل ما يحيط بحياتنا من مآس
ولكنك إذا أمعنت النظر إليهم جيدا لوجدت كلا منهم جسدا بلا روح مكسورا من الداخل رغم مظهره الذي يبدو قويا فهو هش ضعيف تملؤه الحسرة والألم عاجز حتى عن إنقاذ نفسه وهو أمر بكل المقاييس مثير للشفقة
فقد أصبح الموت عنوانا للحياة ومازال أغلب الناس كما هم لم يفهموا الدرس جيدا ولم يتعلموا شيئا من دروس الحياة فتراهم يتباغضون
ويتخاصمون ويغتابون ويسرقون ويقطعون صلة الرحم بل ويقتلون ابناءهم وزوجاتهم وأزواجهم بلا ذنب ولم يدركوا رغم كل مايحدث معنا وفي بيوتنا أن أعمارنا تنقضي في طرفة عين وإنه علينا بعد صراعنا من أجل الحياة هذه الأيام أن نعتبر ونتعظ وأن نستعد للقاء الله ونعمل مايسعدنا عنده ونخشى عقابه فكل شيئ أصبح تافها لا قيمة له أمام مانعيشه
أين نحن؟
ماذا فعلنا؟
وأين وصلنا؟
وكيف ننجو؟
لم يعد أمامنا أي فرصة للدفاع عن أنفسنا حتى الطبيعة التي سخرها الله لخدمة الإنسان ثارت عليه وأصبحنا معها في مهب الموت وأخذت تضرب الرقاب بالزلازل والبراكين والعواصف المدمرة من حولنا
وأقول لنفسي أن الحياة لم تعد لهوا ولعبا حتى هذا لا نستطيع القيام به هذه الأيام التي نعجز فيها عن وداع من نفقدهم ونعجزعن إنقاذ أقرب الناس إلينا
وماأقسى الحياة حين تتحول إلى قارب للموت
ولن ننجو إلا إذا آمنا يقينا أن لهذا الكون ربا عظيما يرانا ولانراه كان يسترنا بغطاء ستره ويرعانا بقدرته وهو الأمان لنا والنجاة معه ولابد أن نعود إليه لنفوز