أدم وحواء
نظرية البلوك
بقلم إيناس رمضان
أتذكر أنه منذ فترة ليست ببعيدة كلما ذهبت لتناول الغذاء أو العشاء مع أسرتي في أحد النوادي أو المطاعم الشهيرة والتي يتم البحث والتنقيب عنها قبل الذهاب أجدني و بعد خوض التجربة ودفع الفاتورة الباهظة أشعر بعدم الارتياح أو السعادة وأخشى تعكير صفو الجميع فألتزم الصمت بابتسامة باهتة لم أعتاد عليها ولكن مع تكرار الحدث شعرت أنني لست على صواب، وازداد خوفي على أسرتي التي قد يصيبهم مكروه في أحد المرات من تناول أطعمة دون المستوى يصاحبها إهدار للمال بلا متعة حقيقية ومن هنا رفعت شعار جديد في حياتي (أكس).
نعم…عملت أكس على كل مكان دخلته ولم أكد غايتي بداخله ،كل مطعم مهما كان شهير وكانت مأكولاته في المنيو أشهى من الحقيقة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وتأملت نتيجته فشعرت براحة كبيرة واستقرار نفسي وسلام داخلي وتطور الأمر ولم يقتصر على الأماكن فقط ولكن منحت أكس لكل من لا يستحق تواجده في حياتي رغم منحهم أكثر من فرصة للبقاء ولكنهم أساءوا الفهم لذلك تجاهلت وجودهم في حياتي أو بمعنى أخر عملت لهم بلوك.
اقرأ أيضا قصة قصيرة “قلب واحد”
تلك هي نظرية البلوك يا سادة نظرية البلوك ليست نظرية مستحدثة أو ابتكار جديد من ابتكارات السوشيال ميديا أنها ثقافة نمارسها منذ فترة باختلاف المسميات، هي بمثابة رسالة إعتذار مهذبة للطرف الآخر لحماية نفسك وإنقاذ ما تبقى من نسختك الأصلية فلا تخجل من عمل بلوك لكل ما يزعجك ويعكر صفو حياتك.
بل أدعوك لعمل بلوك لكل من يستغل طاقتك أو يستنزف وقتك بلا هدف، لكل شخص خذلك، لكل علاقة غير هادفة، لكل براند فقدت الثقة في منتجه ، لكل تاجر لا يراعي ضميره ، بلوك لكل ما يدمر نفسيتك.
نحن لا نحتاج سوى إلى الجرأة في الضغط على زر البلوك واإتخاذ القرار لا تخشى لأن الغياب الصحي افضل بمراحل من التواجد المرضي.
على الجميع تعزيز ثقافة البلوك حفاظا على الصحة النفسية قبل تدميرها تدريجيا.
وسأبدأ بنفسي إذا كان وجودي لا يمثل لك أي إضافة فمرحبا بالبلوك.
سلام /تأملات عابرة سبيل
اقرأ المزيد ليالي الشتاء الباردة والمشاعر الدافئة
أيمن زيدان ” الرحلة شاقة لكننا لازلنا نتابع المشوار بإصرار ملفت